المرأة السعودية في يوم الوطن

 

منذ بزوغ فجر الإسلام أولى المرأة اهتمامًا كبيرًا، ونظر إليها نظرة تكريم وعزز مكانتها، وقيمتها، وإنسانيتها، ومنحها حقوقها، فهي الأم والأخت والزوجة وشريكة الرجل في تحمل مسؤوليات الحياة، وقد أقرت الشريعة الإسلامية لها مبدأ المساواة في الورث والتعليم والعمل والسياسة وفقاً للضوابط الشرعية ، وكان لها الرأي في مجريات الأمور وكانت تحضر مجالس الحكم وتراجع في قرارته، حيث منحت حق الشورى في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد الخلفاء الراشدين رضي اللهم عنهم، كما اشتركت في البيعة لمبايعة الرسول عليه الصلاة والسلام وهذه المشاركة تعتبر إقرارًا لحقوق المرأة السياسية، وقد اشتركت عبر التاريخ الإسلامي مع الرجل جنبًا إلى جنب في الهجرة والقتال ونشر الإسلام والمحافظة عليه، ولم يقتصر دورها على التمريض ومعالجة الجرحى، ورفع الإسلام مكانتها وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه، وهي العمود الفقري وحجر الأساس في بناء المجتمعات ونهضتها، وتحتل مكانة مهمة في المجتمع والوطن وتؤدي دورًا مهمًا في تقدمه ونجاحه.
منذ تأسيس الدولة السعودية لم تغب المرأة عن تاريخ وأحداث وطنها، ولم تنظر القيادة السعودية الرشيدة إليها بمنظار ضيق كانت لها محل حفاوة وتقدير، وحظيت باهتمام ورعاية منذ عهد المغفور له -بأذن الله- الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- الذي سلحها بسلاح العلم وذلك بتعليمها، وتمكينها من جميع حقوقها في ضوء ما نصت عليه الشريعة الاسلامية، وكان داعمًا لكل ما يعزز مكانتها، وإيمانا منه بتميزها ودورها الكبير في بناء مجتمع متكامل، وكونها شريكًا فعالًا في رفعة الوطن ونمائه.
وسار على نهجه أبناؤه الملوك العظام -رحمهم الله- حتى هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-حيث استطاعت المرأة السعودية أن تخطو خطوات تاريخية مُشرّفة متناسبة مع ثقافة المجتمع ومتغيرات العصر، وحققت نجاحات متنوعة في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعلمية على المستويين المحلي والدولي، وأثبتت قدرتها على تحمل المسؤولية حتى أصبحت شريكة في تحقيق التنمية في السعودية، ونالت مميزات وحقوق أسهمت في تسريع الارتقاء بمكانتها وزادتها تقدمًا، مع الحفاظ على هويتها وتميزّها بفضل الله ثم بفضل دعم القيادة الرشيدة وولاة الأمر لها بدءًا من منحها حق التعليم ووصولًا إلى تقليدها المناصب العليا، ونتيجة لما حققته المرأة السعودية من تميز.
فقد تولت مراكز قيادية في مناصب سياسية وتعليمية فضلًا عن مشاركتها في الفعالة في مجلس الشورى والأمني، وخطت المرأة السعودية خطوات متسارعة وإيجابية في مجال الأعمال الخيرية والتطوعية، إضافة إلى دورها البارز في فعاليات الحوار الوطني، وفي المجال الإعلامي والثقافي، ونجاحها في إدارة بعض المنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق المرأة والطفل والعنف الأسري والخدمة الاجتماعية بكل كفاءة واقتدار، ومُنحت فرصة تمثيلها على المستوى الإقليمي والدولي في سفارات وقنصليات وبعثات السعودية، ومشاركتها ضمن الوفود في المؤتمرات والمحافل والآليات الإقليمية والدولية مما جعل طموح المرأة السعودية بلا حدود في ظلّ ما تعيشه المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات من رخاء وتطور.
ويتصف عام 2017 بأنه عام “تمكين المرأة السعودية” إذ توالت القرارت والأوامر التي تستهدف الرفع من شأن المرأة السعودية وينالها الحظ الأوفر من النهضة العملاقة التي تشهدها المملكة اليوم، وفتح كل المجالات لها لخدمة وطنها، وهو ما جاءت به الرؤية السعودية 2030 لجعلها أحد الأركان المهمة لبناء المستقبل، فأصبحت المرأة السعودية محط أنظار العالم للحديث عنها في منح الثقة الملكية الكاملة وأنها على قدر المسؤولية تسهم في تفعيل دورها بصفتها مواطنة شريكة في بناء الوطن وأجهزته على الرغم من التحديات والمعوقات وجعلها شريكًا حقيقيًا فعالًا في بناء الوطن والتنمية. وفي ذكرى “92” وفرحة الاحتفال باليوم الوطني لذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية من الرخاء والازدهار، وتحمل شعار “هي لنا دار” نحتفي أيضًا بالمرأة السعودية التي حازت على إنجازات متتالية ، ومكاسب متتابعة بدعم وتوجيهات من حكومتنا الرشيدة، فكل عام وقيادتنا الرشيدة، والمرأة السعودية وشعبها والمقيمين والوطن بخير.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى