ما الذي يتبادله الجيل الجديد مع القديم؟

 

هناك تّطوّرات تأتي عادةً وليدة الجيل الجديد فإنّ الأجيال السّابقة مجبرة على تبنيها لتسهيل أمورهم الحياتيّة مثل الإنترنت وغيرها حيث أصبح في متناول الجميع ولكي يتمكّن الجيل الجديد من الإبداع بجداره عليه أن يستوعب ما أنتجه الجيل السابق والأخذ بالجيّد وترك السيئ جانباً وهذا ما سيؤدي إلى بناء تراكمي للمعرفة والخبرة والثقافة عند الجيل الجديد كما ينبغي للجيل المعاصر الحرص على تراث الأجداد وثباتهم لا باعتناق العادات والتقاليد البالية والمحافظة على الإرث الحضاري المتأصّل والتشبث بالأرض والهوية..

فالجيل القديم يتصف بالحكمة والنضج والعقلانية نتيجة تراكم التجارب والخبرات ليصل بنا الكلام عن القيم والمبادئ والأفكار والشمائل وفي المقابل فالحديث عن الجيل الجديد يوحي بالحداثة والحيوية والنشاط والأفكار وما يتصل به من العلم والتكنولوجيا والتطلع إلى غد أفضل طموحاً وحلماً واجتهاداً وما إلى ذلك من سمو الأهداف ونبل الغايات على أن الجيل القديم كان جيلاً جديداً ذات يوم أمام من سبقه من أجيال..

وطبيعة العلاقة بين الجيلين هي علاقة حرص ونصح من الجيل القديم للجيل الجديد وعلاقة احترام وتقدير من قِبَل الجيل الجديد تجاه الجيل القديم كماإن مسؤولية الجيل القديم بحكم عقلانيته وحكمته ونضجه ان يولي مسؤوليات للجيل الجديد والنظرإلى تطلعاتهم ومباركة طموحاتهم والأخذ بيديهم في سبيل تحقيق أهدافهم وغاياتهم
وعلى الجيل الجديد احترام الجيل القديم وتقديره والتنويه بحكمته وعقلانيته واحترام أفكاره ونصائحه..

الجيل السابق بتعلّم من الجيل الراهن تفاصيل كثيرة من تقنيات الأجهزة الحاسوبية والبرامج التطبيقية في الأجهزة الذكية فهم لديهم قدرات تفوقهم في هذه النواحي لذلك الجيل القديم يعجب أحياناً من جرأة الجيل الجديد ويحاول أن يقلّده في ما يخص بعض الممارسات الحياتية مثل الإقدام على المغامرة في تعلم ماهو جديد أما الجيل الجديد فإنه يأخذ أشياء لا حصر لها من الجيل القديم في مقدّمتها العلم والخبرة الحياتية ومحاولة التحلّي بالخصال الخلقية التي يتمتع بها الكبار خصوصاً ممن يَعُدُّونه قدوة لهم فهناك كثيراً من المفاهيم والقيم عند الجيل القديم يرفضها الجيل الجديد ويَعدُّونها كما يقولون (دقة قديمة) ..

فنحن نلوم الجيل القديم على أنه لم يتم نقل للأجيال الراهنة كثيراً من عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة وكذلك غفلنا عن تعريفهم بموروثاتنا السلوكية والخلقية تلك الفضائل التي تلقيناها عن آبائنا وأجدادنا مثل الإحسان في التعامل واحترام الكبير وحق الجار والأمانة وواجب الضيف وغيرها ولم نعرّفهم على تفاصيل كثيرة في حياتنا الثرية التي عشناها في الستينيات والسبعينيات ومع ذلك نريد أن نكون قدوة لهم ..

فالطفرة الاقتصادية ألهتنا عن القيام بهذا الدور وتجهه اهتمامنا في الأمور المادية أكثر من غرس القيم في نفوس أبنائنا وأحفادنا كما ان الجيل الجديد يحب التعلم في ما يحقق طموحهم الذي لا يعرف له حدود سواء في العلم أو التجارب وهذه فضيلة تدعو للفخر بالجيل الحالي فهم يسعون إلى العلم ونيل الشهادات ويقدمون على الأعمال المهنية واليدوية والحرفية بكل شجاعة وعدم الخجل من مزاولتها ولكن هناك مسائل أخرى في حياتهم علينا نحن الكبار أن نقوّمها ونرشدهم فيها..

وهناك محطات لا يمكن تجاوزها أو المرور عليها دون التوقف عندها واستذكار أحداث تاريخية لها قيمتها وطنياً هو من الأمور المطلوبة والمحفِّزة لمزيد من الاعتزاز والفخر والانتماء لدولة تأصل تاريخها لقرون دولة امتدت جذورها وبُنيت قواعدها على أساس راسخ من الإيمان ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى