أوراق متناثرة

كاتبة : جده
اوراق متناثرة
منذ أن عصفت بي الحياة أوراقي تتساقط غضبى لغيابك عني وحروفي تتناثر كأوراق الخريف وتنتحر ، وكل أشيائي تبحث عنك وتعاني مرارة الانتظار ،الوقت يمرّ بطيئا
وثقيلا .
سأقطع ذلك الخيط الذي يثيره عقلي والفاصل
بين الحياة والموت .
لقد تركت أيامي تتناثر وتتغير على رصيف الواقع كما تتناثر أوراق الخريف .
رسمتُ حياتي في كتاب مفتوح لأصنع منه لوحة ملونة بألوان الطيف تلك التي لم أكتبها وأرسي حكايتي مطرزّة بأحداث الواقع .
حكايتي حروف حب واحساس لن تنتهي لتكون
حكايتي مع الزمن تتدفّق من شلالات حزن وألم
لم يجففها البعد وتظل حروفي شاهدة على مافي قلبي .
لقد فقدتُ الفرح في ذلك التابوت فقدته ملفوفاً بدمعي في حقيبة كانت معك ولك
ثقيلةُ بمشاعري .
كنتُ اجري خلفك واصرخ لا ترحل وتتركني هنا
غيابك قتلني ، وفقدت ابتسامتي التي نامت في كهف موجع هرباً من واقع مؤلم .
شاهدةٌ تلك الأحرف على نبضاتي
مارستُ الاختلاف حتى أجد نفسي أهربُ من غياب موجع ،هل أخبئ حزني خلف أضلعي ؟
هل يمكن أن ترقص الفراشات في ظلام حالك ؟
كل الزوايا تحاصرني صورتك ، صوتك ،كلماتك
سكون يلتحف جسدي لعلّ المطر يغسل شيئا من دموعي .
وجدتني أجدف في بحر هواك لكن كانت كل الأشرعة ممزقة ، وكل المجاديف مكسورة
وجميع سفن الحُبّ معطّلة .
اقتلعتني من جذور الصمت ،علمتني كيف أحب
كيف أعيش ، وغيّرت واقعي المؤلم الى واقع ملئ بالحب والحنان والدلال .
عشتُ بك ارسم صورا لحياتي أبعد ماتكون عن خيالي تحدّيتُ العالم وتحدّيتُ نفسي وبنيتُ عالم آخر حقيقي أبعد الى الخيال .
تعلمتُّ كيف يمكن للانسان أن يغيّر حياته
إن كل حرف قد رصف نفسه في حاضرنا
رغم أني كنتُ اعتبر ذلك مستحيلا .
لم اترك حياتي الماضية بل ارتبطت بحياتي
وواقعي الذي أعيشه .
ها هي الأيام تأتي وتربط بين الماضي والحاضر والمستقبل كدتُّ انزلق لفوهة يستحيل الخروج منها ،ولكن تعلمتّ كيف يغيّر الانسان حياته ليحيا من جديد ، اتنفس بصعوبة
وأبحثُ عن بصيص من نور ليضئ حياتي
كم مرة يموتُ الانسان ؟ مرة واحدة
أما انا متُّ مرتين ومراتُ كثيرة .
مارست الاختلاف في حياتي فوجدته جزء مني .
ومرّت الأيام وانفردتُّ بجسدي وعقلي وتحررتُّ
من أحلام الواقع .
إن كل حرف قد رسم نفسه ولم يمنعني من
النقش بما يختلج في صدري .
في ذلك الصباح جاء القدر ليحمل رسالة أخرى
أو كارثة أخرى أو زلزال مدمر .
لا أعرف ماذا أسميها ؟ أي الأسماء مناسبة
لقصة من قصص الحياة الموجعة .
ضرباتُ فوق أخرى لكن الله أعطاني من الصبر مايمكن أن تحمله أضلعي الحمد لله على هذه القوة والصبر .
لقد كان الرحيل هذه المرّة أشدّ وأقسى
من كل الضربات التي تلقيتها .
كان رحيل قطعة من قلبي أضعف كل جزء من أعضائي وشعرتً أني لا أقوى على حمل هذه المواجع لكن تعثرت وسقطت ثم وقفت بقوة أكثر ، الحمد لله على كل ما يأخذه منّا ثم يعطينا .
حكمةُ بالغة هو الذي يأخذ ثم يعطي ويمنحنا الصبر على أقداره .
الحمد لله على كل ما يعطي وما يأخذ وليس لنا الا الصبر ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )
فما أجمل من جزاء الصبر الا الصبر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى