اختتم مؤخرا فعاليات ملتقى الشارقة الدولي الدورة ال22. تحت شعار “حكايات البحر” بمشاركة 160 مشارك ومشاركة، يشكلون نخبة من الخبراء والباحثين والحكواتية والاعلاميين من 46 دولة من مختلف بلدان العالم. بدأ الملتقي في 21 سبتمبر الجاري، وأختتم في 23 منه، في اكسبو الشارقة.
يعد هذا الملتقي من أهم الملتقيات الثقافية والتراثية العالمية، حيث يحتفى سنويا بالرواة العرب وغيرهم من حماة الذاكرة الشعبية. حيث يتيح لهم ملتقى الشارقة الفرصة لإبراز وسرد حكاياتهم ومروياتهم الجميلة ، التى تعكس أصالة ومعتقدات المجتمعات. يتميز شعار الملتقى لهذا العام بأنه يغوص بالمشاركين والزوار الى أعماق البحار من خلال “حكايات البحر” التى تظهر اللاليء والدور الكامنة فيه، وتبحر بالمستمعين الى غرائب وعجائب البحر التي ألهمت المخيال الشعبي وأثرته ثراءا مدهشا. مما لا شك فيه، إن حكايات البحر وثقت الارتباط الوثيق، والعلاقة الوطيدة بين الناس والبحر المليء بالخيرات والأرزاق، والشاهد على الآلام والمعاناة، وعلى اليسر والرخاء. ويزخر البحر بالقصص والمعاني التى جسدت واقع المجتمعات البحرية على مر الزمان.
احتفل الملتقي بالأستاذ والفنان الإماراتي الشهير ابراهيم جمعة.
وكانت الشخصية الاعتبارية في الملتقى الشاعر الراحل الكويتي محمد الفايز، الذي شكل كتابه” مذكرات بحار” حالة ابداعية متفردة، اذ يسافر بالمتلقي على قوافي أشعاره إلى عوالم البحر المترفة بالسحر والخيال والجمال . وبحضور مجموعة مضيئة من الفنانين الكويتين مثل: سعد الفرج، وحياة الفهد، والإعلامية أمل العبدالله، ومحمد المنصور، وغيرهم من الفنانين.
كما اشتمل الملتقى على معرض رائع يضم في جوانبه التراث البحري وما يتعلق به من معارف ومفاهيم شعبية: كالفنون الشعبية، وصيد الأسماك، وصيد اللؤلؤ، والحكايات والأهازيج والأمثال الشعبية، كما تضمن المعرض معلومات غنية وثرية عن تراث الأجداد ، ومصادر التراث العربي، ومقتنيات من التراث البحري، وتوقيع اصدارات مصاحبة لهذه الدورة. ولقد كان للحكواتي العماني الحضور، حيث شارك الحكواتي أحمد الراشدي بحكايات شعبية عن الموروث البحري العماني، وحضرت كاتبة هذا المقال بصفتها الشخصية، مرتدية الثوب الظفاري أبو ذيل، والشُقة البيضاء وسردت ” حزاية” من التراث الشعبي العماني من محافظة ظفار.
