الحس المرهف
المدينة المنورة
هَلْ تَدرِي مَنْ أنا؟
أنا بريقُ نجمٍ ساطعٍ
فوقَ السحابِ قد سَمَا
أنا جَلِيدُ حزنٍ ذائبٍ
بينَ السطورِ قد دَنَا
أنا شعورٌ جامحٌ
بكلِّ حرفٍ لي كتبتَهُ
بهِ الزمانُ ينجلي
بهِ المكانْ ينتهي
أنا السكونُ بينَ الكافِ والألفْ
والباءُ تُخفِي لي بِهِ
ملامِحاً جريئةً
أنا الصغيرةُ الشقيةُ التي
بينَ حروفِكَ اختَفَتْ
كي تَعبَثَنَّ بالمشاعرِ المجنونةِ التي
بها عشقتَها
أنا هديرُ بحرٍ هائجٍ
لا أستكينُُ لحظةً
لمَوجِ عشقٍ هادرٍ
أنا الفتاةُ العاشقةْ
بهوسٍ لأحرفِكْ
في خِلسةٍ أرنُو لها
بمقلتي على خَجلْ
أنا مشاعرُ امرأةْ
يُقَالُ عنها في الهوى مجنونةٌ
أنا التي تَسرِقُ من حروفِكَ الهيامَ والجنونْ
أنا بطبعي دائماً خجولةٌ
أرنُو إليكَ في خجلْ
عينايَ قد تَأمَّلَتْ
في كلَّ شئٍ فيكَ خلسةً
كأنها تقولُ لي:
إلى متى …
إلى متى يطولُ هذا الانتظارْ؟
فأستكينُ بُرهَةً
بقلبي المشتاقِ والحزينْ
لمُنتهى الحنينْ
أنا انفعالُ الحبِّ
أنتَ وَازِعُ الضميرْ
العشقُ ثُمَّ العاشقُ المجنونُ أيضاَ
إنَّها أنا
لأنكَ المعشوقُ أنتْ
أمواجُ عشقي العاتيةْ
تثورُ في جوانحي
بلا مدىً مُحَدَّدٍ
لأنني وفي جنونٍ أعشقُكْ
وللهوى حكايةٌ
وقصةٌ لا أستطيعُ سَردَها
أهربُ من حروفِها
بوجهِ طفلٍ هاربٍ
فهلْ عرفتَ من أنا؟
أنا هواكَ الثائرُ
في الحبِّ لا أستسلمُ
مهما تجاهلتَ الهوى
وفي سكونٍ مُطبِقٍ
سأستمرُّ في هواكَ مُبحِرَاً في عالمي
وأنتَ بالطبعِ معي
أشدو لأجلِ حُبِّنَا
بكلِّ ألحانِ الهَوَى
أهمسُ في أذنيكَ كَمْ
أهواكَ في جنونْ!
ورغمَ عشقي لا أبوحْ
فهلْ عرفتَ من أنا؟
أنا الفتاةُ الغامضةْ
أقولُ مالا أفعلُ
وفي جنونٍ أعشقُكْ
وفي جنونٍ أعشقُكْ