من قصص الغموض والإثارة قصة نادية
بقلم . فايل المطاعني
(المشهد الرابع)
الدكتورة بدرية علي
أدخل .
هكذا قالت الدكتورة
بدرية ، عندما سمعت طرق على الباب وما هي إلا ثوانٍ معدودة إلا و يدخل رجل في فمه سيجارة فاخرة ذات أطراف مدببة ، وقال بعد أن جلس معتذرا:أنا آسف دكتورة،لقد أطلت المكوث خارجا وانا أبحث عن مكتبك،لذلك أشعلت السيجارة،فقط لتهدئة اعصابي التي حرقت عندما جاءني اتصال من المستشفى.
قالها وهو ينفث دخان سيجارته في الهواء، وضحك
و كانت الدكتورة بدرية، تنظر إلى درج مكتبها،تبحت عن احدى الملفات.
وبعد أن وجدته قالت:أهلا وسهلا ولكني لم أعرفك
الضيف يعتذر لها وهو يقول
:قلة ذوق مني لم أعرفك بنفسي.
انا فؤاد سالم،رجل أعمال وعندما لاحظ انها لا زالت مستغربة وتنتظر التكملة،
قال وبصوت حاول أن يكون متماسك
انا زوج نادية.
وهنا كانت دهشة الدكتورة تزداد وهي تحاول أن تكتم غضبها.
زوج نادية! إلا يجدر بك أن تكون بجوارها.
ليس انت فقط حتى أهلها،أين هم، منذ دخلت ‘نادية’ المستشفى لم نرى أحد منكم!قالت تلك الكلمات بحزن.
فؤاد صامت، وقد وضع يده اليمنى فوق السفلى وتركها على الطاولة دون أن يحاول فكها وبعد ثواني قال : دكتورة أنا رجل مشغول تعلمين أن رجال الأعمال، هم في شغل دائم، ولكن الآن أنا اتيت لكي ارى ‘نادية’ خير يا دكتورة هل تحسنت حالتها.
وبعد تردد قال متلعثم :أنت تعرفين دكتورة صعب ان يعرف المجتمع أن زوجتي في مستشفي ال…….ولم يستطيع نطق الكلمة.
بدأت الدكتورة تسترد هدوئها وقالت :أخي فؤاد ستة شهور وزوجتك في ملاحظة مستمرة و لا يظهر عليها أعراض الجنون،فهي مدركة لمن حولها تعرفني وتعرف الممرضة التى تتولى رعايتها،صحيح هناك إضطراب في حالتها النفسية ولكن هذا الإضطراب لا يؤدي إلى جنون وانا أقترح أن تأخذها معك البيت ربما عندما ترى ابناءها، تعود لحالتها الطبيعية.
وكان فؤاد ينظر إلى الدكتورة وهي تسرد له حالة نادية ،ولم يقاطعها بل أخذ يستمع إلى ما تقول وكأنه تلميذ يستمع إلى معلمه ،وبعد أن أنهت حديثها قال؛:دكتورة شكرا على جهودكم في علاج زوجتي.
يا دكتورة تقولين أن حالتها مستقرة. اذن ما هذا الذي أراه هي تدعي بأني لست زوجها وهذا يسبب لي حرج أمام الناس.
و سكت.
بينما الدكتورة تحاول أن تشرح له حالة زوجته:يا استاذ فؤاد،
أنا لم أقل أنه لا توجد أعراض نفسية..كلنا نعاني من أعراض نفسية،ولكني قلت يمكن أن نسيطر على تلك الأعراض وربما لو ترى أبناءها تختفي الأعراض تدريجيا،تلك ثم سكتت وكأنها تفكر ثم قالت:هي تقول بأنها ليست نادية.
بل هي أختها ونحن بالطبع لا نصدق ما تقوله ولكن لماذا هي تدعي ذلك وقاطعها فؤاد قائلا: أكيد روح أختها المتوفية تجسدت فيها فأصبحت تهذي بأنها ليست ‘نادية’
يتبع .