شتات روح
ناديا العابد
على ذات المقعد
وذات المكان …وظل الشجرة الهرمة
أخذت تبحث في زوايا روحها العطشى
على ماتبقى من ذكريات سقطت سهوا
عن قطرة غيث تروي قيظا
…..
وفي ذات المكان
لمحتكِ تتراقص عيناكِ فرحا طفوليا
تتمرجحين بين هذه الارجوحة وتلك
وفي لحظة غفلت عنك
كانت آثار عطرك قد تلاشت
من أمام ناظري
بتُ اعد الدقائق والثواني
كم كان ليلي طويلا
رسمتكِ في مخيلتي
وآثرت الاّ انام حتى لاتغادرني صورتك
لئلا يسرقها الحلم مني
……
الجو بارد وكئيب
ينذر بعاصفة
حاولت لملمة شالها
همت بالمغادرة لكن قدماها
خانتاها …
راحت تفتش عن سراب
تداعى على أعتاب
زمن ولى
زمن لم يعد في تقويم أيامها
……
ها انا انتظر
تحت تلك السنديانة الهرمة
أتطلع بالوجوه والدروب
لمحتكِ تتابطين ذراع شاب
إنتفضت وجعا وغضبا
هممت بالمغادرة
عندما أستأذنني الشاب
مشاركة المقعد …
أجلستُه وأعادت ترتيب هندامه
نظرت اليها مستغربا
أومأت برأسها
أنه أخي ياسيدي
أخي الكفيف
آتي به كل يوم جمعة
عقدت الدهشة لساني
حاولت أستجمع عقلي وقواي
جلستُ صامتا أختلس بين الحين والآخر
نظرة اليهما
كانت إبتسامتها لاتفارقها
…..
ومرت الايام
هاهو مقعده خالٍ منه
ومن ذكراه
كم كتبنا باعيننا رسائل عشق
كم تمنينا ورسمنا أحلاما
كم ..وكم…
وفجأة…
……
ها انا هنا يا منية الروح
ارسل لكِ آخر رسائلي
هنا تتمزق الارواح والاجساد
هنا أتون الحرب القذرة
تبعد الأحبة ..
…..
ومن يلملم شتات روحي
اشلائي مبعثرة
تبحث عنك
تنتظر عودتك
ياتُرى متى سيكون
اللقاء