خير جليس في الزمان كتاب
شيخة الدريبي
خير جليس وصديق في هذه الحياة الدنيا هو (الكتاب) الذي يحفظ الصحبة ويمتع صاحبه ويمده بالزاد ( وهو المأمون من الغدر والخيانة وهو الذي يرفع من شأن صاحبه قدرا ومكانة وعلوا وقد كان للكتاب مكانة هامة عند العرب الأوائل وهم الذين نزل افضل كتاب على وجه الارض (القرآن) بلغتهم وفي ارضهم والذي تضمن آيات واضحة وصريحة تحث على طلب العلم والامر بالقراءة وترفع من قدر العلماء وتصفهم بأنهم الاكثر خشية ومعرفة بالخالق فاندفع العرب وهم الذين نبغوا في قول الشعر نحو القراءة والتأليف والترجمة فتوصلك إلى الحوار البناء الهادف ..
هناك ضرورة ملحة تدفعنا للحديث عن والواقع حاليا والكتاب وهذه الضرورة تكمن في أن الشاب بلا كتاب = الفراغ الفكري والثقافي مما يجعله عرضةً للارتواء من أي نبعٍ كان لذا يجب ضرورة للاحتماء بالكتاب لمواجهة أي عائق وهذا يأكد مانلمسه في الواقع الذي نعيشه يومياً من خلال سلوكيات سلبية تصدر من جيل الشباب فهم قادرٌون على أنهاء عصره أو أن يبقى منتجاً فعَّالاً فالقراءة تُساهم بدرجة كبيرة في صقل شخصية الإنسان والارتقاء بطريقة تفكيره ورسم واقعه الاجتماعي وتساهم في تنمية الاتجاهات والقيم المرغوب فيها لدى الشباب ..
وعندما نتحدث عن العلاقة المتبادلة بين الشباب والكتاب فأظن أننا نتفق إلى كونها علاقة سلبية تتمثل في رفض الشاب الذي عُدَّ يوماً ما كخيرِ جليسٍ للإنسان مع الأسف هذه هي الحقيقة المرةمن المؤسف حقاً ما وصل له حال الكتاب في زماننا هذا فأكثرنالم يقدر مكانة الكتاب وسمو شانه فكيف له أن يجالسه المجتمع حين يهتم بالكتاب يتفوق على من سواه في معظم المجالات فالغرب اهتموا بالكتاب أيما اهتمام وحرصوا على زرع بذور العلاقة بين الأبناء والكتاب وأسس لتلك العلاقة أساساً جيداً فاجتذبوا عقول الصغار لكتاباتهم التي تحوي أفكارهم ونظرياتهم بغض النظر عن متحواها فحق قول الله تعالى : {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} ..
ومن فوائد القراءة أنها وسيلة مهمة لتحصيل العلم وإدراكه فقد ذكر عن رسول الله ( ص) أنه قال : (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة ) إن العلماء ورثة الأنبياء ومن خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع فالقراءة وسيلة لتوسيع المدارك والقدرات عندما يقرأ في اللغة وفي الأدب والتفسير والفقه ويقرأ في ماألف قديماً وألف حديثاً وذلك لتوسيع مداركه وإثراء عقليته ولعل هذا يفسر لنا التخلف الذريع الذي نعاني منه بين صفوف كثيرٍ من شبابنا والمسافة غير المتوازنة بين قدراتهم العقلية فتلاحظ ضحالة التفكير وضعفه حين أن ذكاءه يؤهله لمنزلة أعلى من تلك التي هو عليها..
أن القراءة وسيلةلاستثمار الوقت والمرء محاسب على وقته ومسؤول عنه وسيسأل يوم القيامة عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه ولا يزال الكثير من الشباب يتساءل كثيراً فيم يقضي وقته ولا يزال الفراغ يمثل هاجساً أمام الشباب يبحثون فيه عما يقضون به أوقاتهم فتجد أكثر الشباب منهمكين في مشاهدة برامج التلفزيون أو مكثرين من اللعب بألعاب المختلفة ويقضون فيها ساعات وساعات على الانترنت مع ألالعاب المسليه لشغل وقت الفراغ الكبير الذين يعانون منه ..
لو شبابنا اعتادوا على القراءة وصارت دأبا لهم لما اشتكوا من هذا الفراغ ويفرحون به ليستثمروه فالقراءة وسيلة للبحث حين تواجهنا مشكلة وبها يستفاد من تجارب الآخرين وتعطي لفكرك امتداداً واسعاً على مدى الزمن وتعطيك رصيداً هائلاً عمره بالقرون من أزمنة كثيرة وأماكن متنوعة وثقافات مختلفةيستفيد منها حتى من تجارب الأعداء ومما كتبوه ..