قيثارة السماء
شيخ بن على الصنعاني
مِنْ نَغْمَةِ الْعُودِ تَهْمِيْ رَقْصَةُ الْوَدَقِ
مَمْشُوقَةُ الْقَدِّ تَدْعُو الْرُّوحَ لِلْغَرَقِ
أَنْفَاسُهَا نَفْحَةُ الأَزْهَارِ أَعْشَقُهَا
وَ الْتُّوتُ يُغْرِيْ ثُقُوبَ الْنَّايِ بَالْغَدَقِ
أُمْلُودَةٌ تُسْحِرُ الشطآنَ طلْعتُها
ريانة تأسر الأمواج بالرَّمقِ
خَوْدٌ على شَعْرِهَا ذابَ المساءُ و في
أشيائِها إنْ مَشَتْ فيضٌ مِنَ القلقِ
كُلّ الْكَمَالِ رَأَيْتُ اللهِ يَسْكُبُهُ
فِيْ كُلِّ شَيْءٍ بِهَا ، فِيْ الْعَيْنِ ، فِيْ الْحَدَقِ
فِيْ خَدِّهَا فِيْ ارْتِجَافٍ جَادَ مِنْ شَفَةٍ
وَ الْوَجْنَتَانِ كَفَجْرٍ فَاضَ بِالْأَلَقِ
فِيْ صَوْتِهَا رِقَّةُ الْقِيثَارِ تَمْشُقُنِيْ
مِنْ بَيْنِ أَوْرِدَتِيْ ، مِنْ نَكْهَةِ الْوَرَقِ
كَالْغُصْنِ مَيَّالَةٌ فَوْقَ الْنَّسِيمِ وَ فِيْ
إشْرَاقِ بَسْمَتِهَا إِطْلَالَةُ الْشَّفَقِ
أَنْغَامُ ضِحْكَتِهَا مَعْزُوفَةٌ سَكَنَتْ
فِيْ نَشْوَةِ الْطَّيْرِ ، فِيْ الْأَنْسَامِ ، فِيْ الْفَلَقِ
مِنْهَا الْجَمَالُ احْتَسَى تَكْوِينَهُ ، وَ بِهَا
مَتْنُ الْسَّمَاءِ غَدَا كَالْدُّرِّ فِيْ الْغَسَقِ
✍
*شيخ الصنعاني*