Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

الوجه الآخر

ثريا دهلوى

ثريا دهلوى

الرجل صياد ماهر للايقاع بالفريسة بطريقة

ذكيّة ومحكمة يختار ضحاياه من ذوات الشخصيّة اللطيفة الناعمة التي يمكن التحكم فيها ليصبح هو القائد الأعلى لحياتها ومن ثم يسهل عليه التحكم بالدّفة بمنتهى الأريحيّة .

لا اتكلم عن كل الرجال ولكن هناك البعض منهم حتى يستطيع السيطرة على الأفكار والعواطف ومن هنا تبدأ العلاقات السّامة بين الطرفين وأحدهم يتحمل الآخر من أجل الأبناء

وغالباً الزوجة هي التي تتحمل الضغوط من أجل استمرار العلاقة الزوجيّة مهما كانت

الأسباب المؤديّة الى تطور الخلافات .

البداياتُ دائماً أجمل مع فورة المشاعر

والشغف بالمحبوب ورفرفة الفراشات وكل مايجعلنا نرى العالم بمنظار الحب الوردي

الذي يجعل العالم صافياً بلا مشاكل .

مشاعر تطغي على الأمور الصغيرة التي

تسمم العلاقة ، ولكن بعد فترة تظهر تلك

الفوارق التي تؤدي الى تآكل العلاقه وتسممها .

أحبّها بجنون وكان يسمى مجنون ليلى

عشقها وترك دراسته من أجلها وكان يحادثها بالساعات ولا يهنأ له نوم ولا يهدأ له بال ينظر أليها نظرات اعجاب شديدة يحب الارض التي تمشي عليه ويعشقها ولا يرى غيرها .

هي الأخرى أحبته حبّاً جمّا ولكن العائلتان لم تكونا راضيه عن هذي الزيجة لأن العريس شاب لم يكن عمره 22 عاما ولم ينهي دراسته .

وهي طالبه في السنه الاولى الجامعيه .

وأخيراً لم تجد أسرة الفتاه غير أن ترضخ للأمر الواقع لان الفتاة أحبته .

وفي قاعة الأفراح كان زواجاً اسطوريّاً كزواج الأميرات .

وفي القاعة صدحت اهازيج الأغاني وجاء العروسان وصفق الحاضرون .

وكانت العروس كالأميرات جمالا وفتنة وجلسا على الكوشه والعريس طوال الفترة عيناه في عينيها ينظر اليها يريدُ أأن يطير بها الى عشه . انتهت الليلة بحضور الأهل والأحباب والكل يتكلم عن حب الفتى للفتاه وغادرا القاعة .

ومرت الأيام وكأي زوجين يوم سعادة وأيام

تعاسة يوم حزن وآخر فرح ،وتغيّرت أحوال الزوج كانت حالته الماديّة صعبة ولكن أهل الفتاة لم يتضجرا من ذلك بل كان الاهل عونا لابنتهما في السراء والضراء .

وخلّف العروسان الأولاد والبنات وتغيّرت أحوال الزوجين حيث الزوجة تعمل وتساعد زوجها والزوج تحسنت أحواله المادية ولكن كان كثير الغياب من المنزل ولم يكن يتحمل أي مسئولية همه الأصحاب والسفر .وبالرغم من ذلك كانت الزوجة صابرة تتحمل مسئولية الأبناء وتربيتهم والزوج غارق في أحلامه مع أصحابه وكأنه لا زوجة له والزوجة صابرة من أجل الأولاد ، تمر الأيام وتزداد مسئولية الزوجة

بعض الابناء مراهقين والبعض صغار وكلهم بحاجة الى رعاية واهتمام ..

بدأت العلاقات السامة بينهم في البدء تطفئ بشاشتك ثم تشل حيويّتك وأخيراً تميتُ بهجتك ويكثر الانتقاد اللاذع ويقل الانسجام ويحيطها الغموض وتنهرها الريبة والشك ،اذا لحظت شيئا منها تحصن بجرعة هجر وصبر طويل .

الأيام تمر ببطء ثقيل على الزوجة المسكينة والزوج غارق في أحلامه مع اصدقائه واللهو خارج المنزل .لا يكترث بواجباته الزوجيّة وتصبر الزوجة على كل ذلك لأنها تحبه ومن اجل ذلك الحب ضحت بمشاعرها وحقوقها .

أما هو لم يكن يعني كل ذلك شيئا .

أين ذهب ذلك الحب ؟ هل كانت نزوة عابرة ؟ أم حب مؤقت ؟

وكان دائما يردد كلمة تبيّن مدى تعاسته ليقول لزوجته أنهما غير متفاهمان .

وهذا هو مربط الفرس الزوج وجد ضالته. خارج المنزل وعشق فتاة أخرى وترك اولاده يعانون القهر والألم وكذلك الزوجة لم تتوقع تلك النهاية .

بدأت الكارثه والضحيّة هم الأبناء

كعادة الزوج تخلى عن مسئولية الابناء تماما

وكانت الأم هي الزوجة المثالية التي تحملت العذاب ولم تتخلى عن ابنائها .

احتضنتهم واهتمت بتربيتهم ودراستهم فكانت الأم المثاليّة وطلبت الزوجة الطلاق لأن الزوج كان زوجا اسميًا فقط على الورق قد تخلى

عن واجباته الزوجيّة تماما و الزوجة تحملت وصبرت وقاست المر من أجل اولادها .

أين ذهب ذلك الحب والاصرار كان حبّاً

بامتلاك فقط ، بعض الأزواج ليس لديهم مشاعر وأحاسيس مجردون من ذلك

شغلهم الشاغل ان يعيشوا في برجهم

العاجي ويترك أسرته تعاني الذل والهوان

بعض الآباء حياتهم لعب ولهو غير مبالين بأي شيء في الحياة وهكذا سار المركب في طريقه دون أب وانقلبت حياة الأولاد .

الحياة في بدايتها إيجابيّة ومثاليّة ثم تحولت الى علاقات سامة ومثل هذه العلاقات تنطوي على الاساءة اللفظية وعدم الاحترام والهجوم. المفاجئ ،القسوة الى حد الألم النفسي .

من الصعب جدا أن يتحمل الشخص تلك العلاقة السامة ،انتشار الأجواء المعادية داخل المنزل وعدم التجانس والرضا ،داخل أسوار المنزل كل هذا يخلق جو ملغم كأنه قنبلة ستنفجر .والعلاقة السامة يريدُ هنا الزوج أن يظهر أنانيته وفرض سيطرته على أجواء البيت ليخرج منتصرا لكرامته .

وفي الاونة الأخيرة. اشتدت حالات الطلاق والخلع كثيرا واصبحت الفتاة والفتى كل منهم ياخذ القرار بنفسه لان كل واحد لا يريد أن يتحمل المسئولية ويريد كل منها أن يعيش جو من الرفاهية والسفر.

انعدام الثقة من أكبر مفسدات العلاقة الزوجيه هل يمكن أن تعيش بأمان وأنت فاقد الثقة في الطرف الآخر لذلك الحل السليم هو الانفصال لان هذه العلاقة تنقصها انعدام الثقة والأنانية حيث يصبح الطرف الآخر يأخذ دون عطاء

نشر الطاقة السلبية في المنزل طوال الوقت وكل ذلك يؤثر على سلوك الأفراد

داخل الأسرة ومن اجل ذلك الطلاق هو الحل الوحيد للأمان ومفتاح الحياة .

وقد قال تعالى (وجعل بينكم مودة ورحمة )

اذا انعدمت هاتان الصفتان على الحياة السلام .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى