التضحيه


الكاتب :سمير الشحيمى
قال تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا “ وقال الله عزّ وجلّ:” وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا “
خرج الأب من مقرن عمله وهو “فران ” يشتغل في الفرن.
بعد أن أنتهى من عمله بعد يوم عمل شاق وكعادته بعد نهاية كل يوم عمل يأخذ معه 3 خبزات لأهل بيته.
وصل بحمد الله بخطوات ثقيلة، فتح الباب ودخل واستقبله إبنه واحتضنه وقال له :أبي أبي لقد اشتقت إليك.
رد الأب :وأنا كذالك يا أبني الحبيب لقد اشتقت إليك كثيراً ،أين أمك؟
أطلت الأم برأسها من المطبخ أنا هنا ياعزيزي وقرة عيني وعين أولادك، إذهب للأغتسال وستكون سفرة الطعام جاهزة بمشيئة لله.
أعطى الأب الخبز لأبنه ليدخله المطبخ وهو ذهب للأغتسال وتنظيف نفسه من عناء يوم عمل طويل.
وجهزت الأم سفرة الطعام على حصيرة بمساعدة ابنها وافترشو الأرض ثلاثتهم.
وبعد الانتهاء من تناول الطعام استند الأب على وسادته وهو ينتظر الشاي الأحمر الذي تعود شربه بعد كل وجبة.
فجلس الإبن بجانب أبيه ويلاعب الأب إبنه فمسك الإبن يد أبيه فسأل الإبن الصغير أباه.
“لماذا يداك خشنتان كثيرا؟
فأنا أحب كل شيء فيك، يا أبي، ما عدا هاتين اليدين الخشنتين!”.
أجاب الأب مبتسما: ” آي بني إن هذه اليدين، ياصغيري، تمسك العجين وتدخل حرارة الفرن وسط النيران لكي توفر لنا تلك الخبزة التي نأكلها يومياً، وهذه اليدين المحروقة الخشنة تعمل بهذا العمل الشيق لكي توفر لك اللبس الجميل للعيد ،والكتب للمدرسة.
وأي شي تحبه يا بني فأنت أغلى ما أملك وإن هذه الحروق وخشونتها من أجل راحتك”.
اندهش الإبن وضمّ اليدين الخشنتين إلى وجهه وأخذ يقبلهما بحرارة والدموع في عينيه ،وقال: “أبي، ما أجمل يديك.. أكثر شيء أحبّه فيك”.
عزيزي القارئ لاتحكم على الأشخاص من شكلهم فــأنت لاتعلم ماحجم التضحية وراء معاناته؛ تضحية الآباء لا تقدر بثمن مابين لقمة العيش وملابس العيد ومستلزمات المدارس يخوض الآباء حروبا من أجل الأبناء اللهم لاتكسر رجلاً أمام أهل بيته.
تمت.