Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

قصة مع سرب الحمام …..الجزء الثاني

سميره  التميمي

سميره التميمي

في صباح اليوم التالي.. وصلت نوال رسالة على الواتس آب، من رقم مجهول! جاء فيها…

السلام عليكم ورحمة الله

كيف حالك؟

انا ناصر، اعتذر لأني تواصلت معك على الخاص، واعتذر لأني اخذت الرقم خلسة من اماني دون علمها،

اعتذر على ماحصل مني، وعلى جرأتي في النظر إليك،لكن اريد ان اقول لك : بأن شيء ما يجذبني نحوك، لا أعلم ماهو؟ لكن فكري منذ لك اليوم وهو مشوش، مشوش جدا، صدقيني! إن كل مااشعر به الأن نحوك هو شعور ذلك القائل… أنا معجب-

(أنا مُعجَبْ.. سروريْ أُسلَّمُ عليكِ وأَذهبْ..!

أعلمُ أَنَّ لسانَكِ سيفُ.. وأَعلمُ أَنيْ خجولٌ مُهذَّبْ

وأنَّ عينيكِ بحرٌ غضوبٌ.. وانّيْ اقتحمتكِ من دونِ مركبْ

.. شكراً جزيلاً لهذا القبولِ.. عجيبٌ لقانا.. وصمتُكِ أَعجبْ!

لم أُدرِ أنَّ السلامَ عليكِ يَطيرُ بقلبيْ إلى غيرِ كوكبْ!

شعوريَ أن لديكِ فؤادا يرَوّضْ قَلباً جمَوحاً مُعذَّبْ

وأشعرُ أنَّ العيونَ أَباحتْ بما نحنُ خلفَ الملامحِ نرغَبْ

ها نحنُ وردتانِ بغصنٍ والى عناق كِلينا أقربْ

لقاؤكِ عيدٌ.. هاتِ يَديكِ.. وهل من قُبلةِ العيدِ مَهرَب؟

كبرتُ وما أزالُ صَبيّاً.. يَحنُ لحضنٍ أمينٍ ليلعَبْ

لقاؤكِ يَوحي بأُمّ وطفلٍ.. بعمرٍ أَلذَّ وأَحلى وأَطيَبْ

أَتيتُ أُسلمُّ عليكِ وأَذهبْ.. فمَنْ هو أَشطنُ منّي وأكذب؟!!

أَتيتُ أُسلمُّ عليكِ وأبقى لأني أساوي مليون مُعجب!!!!)

…………

صمتت نوال وهي تقرأ الرسالة، أعادت قرآتها أكثر من مرة، أرادت الرد على الرسالة بدا لها ان تكتب حرفا ثم مسحته، قررت كتابة كلمة واحدة فقط ثم حذفتها… وفي النهاية ضغطت على زر الحذف لرسالة ناصر من قائمتها وانهت صراع اصابعها مع كيبورد الكتابة على هاتفها النقال!!

كانت تشعر بعراك كبير في داخلها، بتلك القيم التي تربت عليها، بصوت والدها ووصيته لها بمراقبة الله والخوف منه في السر والعلن ، وبمشاعرها التي اهتزت وهي تلتهم حروف انا معجب!

شعرت لحظة بغرور يتراقص بها فرحا، وشبعا من تلك الكلمات التي جعلتها حالمة لمدة أسبوع كامل.!! ثم لما احست انها في وجع لاينتهي … وأن جسدها لم يعد يلامس الأرض من زحمة الرسايل المتواصلة من ناصر دون إي ردة فعل منها قررت في ذلك المساء ان تكتب شيئا……!! ،

هكذا حدثها قلبها، انها مجرد رسالة واحدة تحدد شعورك نحوه فقط، ليستكين قلبك الذي غرق في بحر إعجابه

أنت أيضا معجبه، ناصر شاب وسيم ومهذب جدا ورومنسي للغاية. ماذا يضر إن حافظت على قيمك ومبادئك واكتفيت بالرد عليه دون أن تتخطي حدود الأدب!!

وفي رد على إحدى رسائله التي قال فيها :

نوال… إن لم تردي علي فثقي اني (‏‎أتمنى ان لا تنجو مني يومًا, وأن أبقى مألوفاً لديك وتتعثري بي دائماً)

كتبت تقول….

… (اصدقك القول والشعور

‏كلُّ القلوب التي مَرَّتْ سَواسِيَةٌ

لٰكنَّ قلبك لا نِدٌّ وَلا شَبَهُ.)!!

………..

مرت ست من الأعوام وعلاقة نوال وناصر تزداد في تواصلها، بين رسائل الواتس اب او المكالمات الهاتفية فقط.

نوال الأن في السنة الثانية بكلية الطب،واما وفاء لم تكمل دراستها الجامعية لأنها لاتحب مقاعد الدراسة فهي تهوى تعلم فنون المكياج وفضلت تطوير نفسها في هذا المجال، اما ناصر فهو إداري بإحدى المستشفيات الكبرى في المنطقة، وأماني لازالت تكمل دراساتها العليا بالجامعة

بعد مرور عامين من توظيف ناصر واستقراره مهنيا، أخبر نوال انه يرغب بالزواج وانه سيتواصل معها هاتفيا هذا المساء لأمر هام….

ناصر : مساء الخير

نوال : أهلا ناصر مساء النور

ناصر : كيف حالك، وكيف أمور دراستك؟

نوال : بخير، كيف امورك انت؟

ناصر : الحمدلله،

تلعثم ناصر وهو يواصل حديثه قائلا: أ آ آ أ أخبرتك برغبتي بالزواج يانوال

ردت نوال وهي تبتسم في خجل من طريقة ناصر في الكلام : نعم

ناصر :….. لكن….! ثم سكت

قاطعت نوال صمت ناصر قائلة : لكن ماذا؟

ناصر : نوال انا اسف يانوال لم يوافق والداي على زواجنا، وساتزوج وفاء!

صرخت نوال في جنون : ناصر ماذا تقول؟ والحب الذي بيننا، وعودك وعهودك لي!!

احلامنا التي رسمناها سويا، وعشنا الجميل الذي صنعناه معا ركنا ركنا ونحن نرجوا ان يتحقق غدا، ناصر ارجوك قل لي انك تمزح!!

لكن ناصر واصل حديثه مقاطعا : أنا اسف يانوال ارجوك سامحيني انا لا احتمل اكثر من هذا الحمل والعذاب،. هل تظنين اني سعيد بهذا القرار ارجوك اعذريني ساغلق الهاتف الان!!

شعرت نوال أن ارجاء غرفتها تطوف بها دورانا لا يتمالك معه اي تماسك للروح ولا ثبات للقلب! وأن لاقوة في الأرض تستطيع إيقاف هذا الطوفان الذي يجري من حولها ويغرقها فيه!!

‏‎( يا سارق الأنفاس كيف عبثت بي

وأنا الكتومُ الحاذقُ المتحذرُ)

ظلت نوال تعنف روحها وتوبخها بصمت يعلو ضجيجه داخل اعماقها….

لقد تزوج ناصر يانوال، هل فهمتي الان؟ لقد تزوج بابنة عمه وفاء! وليس بك انت!!

تزوج ناصر وخطوات زفافه أراها تدوس على قلبي قبل أن تدوس على الأرض، تزوج ناصر يانوال!!

ورحل كل شيء،. رحل كل الحب،. وكل الحنين،. كل الاشتياق وكل الحياة…. كل شئ غادر من ملامحي، شهد الجميع ذبول قلبي، واحتراق انفاسي!

الكل يرى ويفتي ويلقي اللوم إتهاما وبطلانا على المتسبب في هلاكي. تارة أصابع الإتهام تشير إلى عين اصابتني ، واخرى تشير إلى تحملي الشديد لأعباء الدراسة اكثر من اللازم، وتارة لكورونا!! واخرى….. واخرى… وانا ألوذ لنفسي بنفسي….. وبدمعي لقلبي….

ولنواحي بسكوني وعجزي!!

‏‎سَكِّن فُؤادكَ لاتَذهَب بِهِ الفِكَرُ

ماذا يُعيد عليكَ البثُّ وَالحذرُ

وأزجُر جفونك لاترضَ البُكاءَ لها

وإصبر فقد كنتَ الخطب تصطبِرُ!

يتبع…..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى