متاهات من العتم


د.حنان ابو زيد
(تحاصرني أوجاعًا ويصاحبني الألـم
كمـن عانق الطفل واحتــواه اليتـــم
فأتخــذ مـن بيـن جـدرانه معطفــــه
وصــار وحيـــدًا شريـــدًا مـن العدم
يســـير معصـب العينـــين شاحبـــــا
يتيـــه في دوامـــات مــــن الوهـــم
جاهدت أنير أصابعي قنديلا لأحبتي
فانطفــأت وغطـــاه الشيب والهـــرم
تيبسـت أطـراف أناملي مـن الحــزن
فركضت الأشعــار والأوزان تقتحـــم
فأسقطتنــي متاهــات مـــن العتــــم
وحائـط أمنيـاتي قـد سقـط واتهـدم
وطريـق اليأسِ بنى خطـه وارتســـم
ولـم يبقـى ســـوى الحســرة والنـدم
كـاد نبـض مسافاتي للمـــوت ينتظــر
فتــلاشت أحـــلامي معــه و تنصهــر
ورأيت ضيـاء ظلـي خافتًا مُستنجـدا
يصــارع فــي مـــدار مــوتي الدهــــر
فلـم أعـد أرى أحبـة ولا أهل تحتضن
ولم أرى سوى أشـلاء الصبار بالصحـر
يجذبني العمـر لعبور لحدي فيحتضر
لتلتهمني برودتي بجوف وحشة القبر
ويكتـم صـوتي ويُلجـم خيـلُ الأبجـر
فيختنق الحلم بمـدى رؤيـاي والبصـر.