حنين الطين


شيخ الصنعاني
خُذْ مِنْ حَنِينِ الطِّينِ نَكْهَةَ أدْمُعِيْ
وَ ازْرَعْ هُمُومَ الليْلِ فِيْ صَفَحَاتِيْ
أَخْرِسْ لِسَانَ الْنَّايِ وَ انْثُرْ فِيْ دَمِيْ
جَمْرَ الْجَفَاءِ عَلَىْ حُدُودِ رُفَاتِيْ
مَزِّقْ عَلَىْ مُقَلِ الْغَرَامِ دَفَاتِرِيْ
وَ اشْنُقْ عَلَىْ وَتَرِ الْوَفَاءِ سِمَاتِيْ
وَ اكْسِرْ يَرَاعَ الْعِشْقِ بَيْنَ مَحَابِرِيْ
وَ أَدِرْ كُؤُوسَ الْسُّمِّ فِيْ أَوْقَاتِيْ
وَ اهْطُلْ بِفَيْضِ حَمِيمِكَ الْصَّافِيْ عَلَىْ
نَزْفِ الْقَصَائِدِ كَيْ يَزِيدَ شَتَاتِيْ
أغَمِضْ عُيُونَ الْفَجْرِ فِيْ لُغَةِ الْهَوَىْ
وَ احْرِقْ وُرُودَ الْحُبِّ فِيْ أَبْيَاتِيْ
وَ انْحتْ بِسَهَمِ جَهَنَّمٍ كَبِدَ الْسَّمَا
وَ أَثِرْ غُيُومَ الْحُزْنِ فِيْ نَظَرَاتِيْ
لا تَبْتَئِسْ إِنْ جِئْتُ يَوْمًا ضَاحِكًا
فَالْمَوْتُ يَجْرِيْ فِيْ مَدَىْ ضَحِكَاتِيْ
وَ اصْنَعْ مِنَ الْأَشْوَاكِ مِحْرَابِيْ الَّذِيْ
آوِيْ إِلَيْهِ لِأَهْتَنِيْ بِصَلَاتِيْ
مِنْ ثَمّ قِسْ تِلْكَ الْمَسَافَاتِ الَّتِيْ
مَا بَيْنَ أَرْضِكَ وَ الْسَّمَا وَ الْآتِيْ
مِنْهَا سَتَعْرِفُ يا رَقِيقُ بِأَنَّنِيْ
حُبٌّ إِلَيْكَ رَسُولُهُ أنَّاتِيْ