الوفاء


ثريا دهلوى
معك ماضٍ الوفاء
حاضر العطاء
ومستقبل الرجاء
ذكرى هذا اليوم واقع نعيشه وغداً لن يكون
جميلا إلا معك ( وتذكّر دائماً اغنية
(حكم علينا الهوى نعشق سوا ونحب سوا )
وجدت هذه البطاقة ونحن نبحث بين الأشياء
والهدايا الثمينة التي كنت قد أهديتها لزوجي في يوم ذكرى زواجنا بطاقه مع ساعة هدية
كانت هذه البطاقة والهدية لعام 1439 ).
يرحلُ الانسان عن هذه الدنيا ولن تبقى غير الذكرى رباه رباه أشياء الصغرى تعذبني
فكيف انساه ربّاه .
هنا جريدته ،هنا ساعته ، هنا عطوره كلها مهملة فكيف أنساهُ .
الرحيلُ مرّ انه يفتت الأضلاع يمزق الشريان ، صحيح أنا أضحك وقلبي يبكي .
كان فارساً لا يجزع يفيض حبّاً وحناناً لا يزعج
أحد بأوجاعه والامه يتفقد أحوال الجميع
بحب وحنان ، كان صبوراً جسوراً بينما كنت أنا محطمة من الداخل ، وهو راكز ثابت قويّ ياله من صبورُّ جسورُ ثابتُ قويّ متوكل على الله
لم يجزع أو يتكلم أو يتألم ، إنه وجعُ يتمدد وحزن يتجدد ، وأسى بالغ ووحشة بلا رجاء ورحيل بلا عودة ، وحبيب مسافر للأبد
ورفيق غادر .. ………………… ووفاء نادر ..
ترك لي هذا البيت الذي اصبح ……موحشا
ضاقت بنا الدارُ كنا نفرح معا نحمل همومنا
سويّاً أصبحت الحياة ……أشد قسوة وألماً .
ما أصعب الرحيل الفراق صعب من ينزع
سهم الوجع من القلوب ..فمن سقط عليه النهوض دون الاتكاء على أحد .
بكينا مثل ماتبكي … السماء
وهل يجدي مع القدر البكاء
جواد يكثر…………. العطاء
بكل وداعة رحل عنا
في ساعة غفلة منّا
ذهبنا لرؤيته ما وجدنا
قد فارق الحياة ورحل عنّا
يا توأم الروح ………. والجروح..
كيف الهروب من زمن مذبوح
برحيلك شطرتني موجات الأحزان
تمزّق ماتبقى من نبضي والشريان
كم مرّ على المُرّ حنظلا كالطوفان
فالقلب يهفو لصدرك شوقاً وحنان
.
لمستُ غبار البيتُ ثمّ شممته
فمازال من ريح الاحبة زاكيا
وقلت : يادارُ جئتُكِ عاتبة
فقد سافر الأحبابُ دون وداعيا
إلى أين ساروا والليالي مطيرةُ ؟
إلى أين فرّوا حاملين فؤاديا ؟
ياليتني طيّرُ يفرّ مُغرّباً
ولكن سيف البعدّ قصّ جناحيا
فهل تشربُ الأيام مع مدامعي
فيرجع أحبابي ويصفو زمانيا .