أنا والمطر


لمياء عبدالله النفيعي
ذات يوم في غيابك
هطل المطر بشدة
طرق نافذتي بلهفة
في غرفتي وحيدة
بجوار مدفأتي العتيقة
أمزق رسائلنا القديمة
قال ما الخبرْ؟
قلتُ لهُ رحلْ..
قال هاتي ورقة
اكتبي لَهُ
ما أخبارك
ما أحوالك
ألم تشتاق إليّ
برغم أفعالك
برغم جنونك
هل يعقل بعد كل
ما كان بيننا
لم أخطر على بالك..
هل بِتَّ قرير العين
هل بِتَّ خالي البال
هل أنت راضي بقرارك؟
باختيارك؟!
كيف رحلتْ
دون كلمة
دون احتواء
دون وداع..
بكى المطر حزينًا
لما أخبرته
أنك هجرتني..
وطئت على جراحي..
راهنت على ضعفي..
وأنا شامخة
في قمة انهياري
عز انكساري
جعلت الصبر دثاري..
طأطأ المطر كاسف البال
لما أخبرته
بأنك نقضت العهود
التي بيننا
وأنتَ..
في قمة عنادك
ومنعت طيفي
يدنو بقربك
عاتبني المطر
بأنني قسوت عليك
فلا تلمني
تعلمت القسوة
من مفردات كتابك
سئمت اللوم
وكثرة عتابك
إلى متى أصبر
إلى متى أتحمل عنادك
إلى متى أتبع هواك
ولملم شتاتك
مهما ابتعدت
أو اقتربت
فأنا على الوصل
و الهجر أحبك..