أضرار المدح على الممدوح


شيخة الدريبي
مقال
المدح يُعتبر أسلوبًا يتبعه بعض الأشخاص لرفع من قيمة شخص ما وإعطائه الصورة الجميلة والرائعة أمام الآخرين وبين الأصدقاء ومن يعرف كيف يمدح تأكّد أنّه صديقك لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء إلا في قلب الأصدقاء المديح الحقيقي هو الذي يقوله فيك صديقك المديح الكاذب يفضل على النقد الصادق في عالم الصداقة وقيل (أظلم الناس لنفسه من مدح من لا يعرفه) فامدح صديقك ومن مدحك بما ليس فيك فقد ذمك ولو كان صديقك (إذا المرء لم يمدحه حسن فعاله فمادحه يهذي وإن كان مفصحًا ) ..
الإطراء يُهذب الأجواء بين الأصدقاء وأحسن المدح أصدقه بين الأصدقاء كعمل المعروف يدوم والجميل دائمًا محفوظ والمدح لمن يستحق يجب أن يكون دومًا فالقلب الطيّب والصفات المتميزة والمواقف المشرفة تجبرنا على أن ننحني لمن هم يستحقون حبًا وشكرًا وثناءً وأجمل ما قيل في المدح للوالدين والأبناء ويُعدّ المدح الصادر من الوالدين والأبناء اصدق لانهم أقرب الأشخاص لنا واصدقهم ولكلّ مقام مقال ولكلّ نجاح شكر وتقدير..
أن مدح الوالدين أفضل مانطقت به الألسن وافضل ما خطّت الأيدي بوصفها ومهما جسدت الروح معانيها تظلّ مقصّرة أمام روعتها وعلوّ همتها فالكلمات والعبارات لن توفيهم شيئًا من حقهم بجزء بسيط مماقدموه فعلى شاطئ الحياة تتكسّر أمواج محيط لا متناهي وجدنا أنفسنا تظلّنا سماء الخالق وترمقنا نجوم الكون بنظرات نستشفّ منها واقع الحياة إلى من أضاء ليل سمائنا فاتّخذناه موجّهاً لنا في حياتنا اتّسع نورها وانتشروالدي من هنا أقول لكم جزاكم الله عنا خير على كلّ ما بذلتوه من اجلنا ..
يسعى بعض الأشخاص إلى مدح ذاتهم كثيرًا وقد ذكر الحكماء مقولات كثيرة فمن وثق بنفسه لا يحتاج إلى مدح الناس إياه ومن طلب الثناء فقد دلّ على ارتيابه في قيمة نفسه إذا مدح الرجل نفسه ذهب بهاؤه كما ان حب الثناء طبيعة في الإنسان والثناء بأكثر من الاستحقاق تملق حتى وإن كان حقا والمدح غير المستحق سخرية متخفية والمدح يزيد الإنسان الطيب طيبة والخسيس خسة والبعض يحب حتى المدائح التي لانعتقد أنها صادقة وزيادة الثناء بغيراستحقاق تملق واستجداء وحجب الثناء مع استحقاق حسد وافتراء فالمدائح تدغدغ العقول وتسيطر عليها من مدحك بما ليس فيك وهو راض عنك ذمك بما ليس فيك وهو ساخط عليك..
الناس سواسية كأسنان المشط إذا مدحك واحد بما ليس فيك فلا تأمن أن يذمك أيضًا بما ليس فيك نحن في زمن يكثر العاديون في مدح أنفسهم ويبالغوا في ذلك فما ظنك في الخارقين ومن مدحك فإنما مدح مواهب الله عندك فالفضل لمن منحك لا لمن مدحك فمدح لا أستحقه إهانة ..