المتفائل لا يغضب ولا يعاتب ولا يحزن
شيخة الدريبي
يعيش الإنسان في هذه الحياة وتتراوح أيامه بين عسر ويسر وبين شدة ورخاء ويكون مرتاحًا هادئ البال مطمئنًا وتمر عليه أيام وليالٍ عسيرة تجعله متوترًا في فترات بالحزن والأسى فوجود الإنسان في الحياة أبتلاء ولكن الله تعالى لم يترك عباده دون حل يساعدهم في تخطي هذه الإبتلاءات والأيام العسيرة والظروف القاسية التي يكابدونها فالحل باليقين والصبر والإيمان وما تؤدي إليه هذه الأمور من أمل وتفاؤل بما هو قادم ويقين بأن كل ما يحصل فيه خير كثيرًا..
ما يكون الخير كامنًا في الشر لكن الإنسان لا يعلم لذلك كل ما يفعله هو أن يتحلى بالصبر والإيمان واليقين بأن كل ما يحصل فيه خير ومسرة وإن لم تكن ظاهرة للعين كن متفائلا فالأمل والتفاؤل في حياةالإنسان المؤمن يكون من خلال توقع الأفضل دائمًا وإحسان الظن بالله تعالى لأن الله عند ظن العبد به والتفاؤل من سمات المؤمن إذا تعامل مع كل الأمور بإيجابية وموضوعية ونظرة متفائلة آملة بأن الخير قادم لا محالة وكثيرًا ما يُقال: تفاءلوا بالخير تجدوه..
إن النفس الباطنه قادرة على توجيه التفكير إما في طريق الأمل التفاؤل أو اليأس والتشاؤم وأعظم ما في تفاؤل المؤمن أنه دائمًا ما يحتسب أمره عند الله تعالى .. فإذا أصابه أمر جيد وفيه خير فرح واستبشر وشكر ربه على ما أنعم عليه وفضّله على غيره وإذا حلت به نازلة أو وقع في مصيبة أو تعسرت بعض أموره لم ييأس ولم يقنط من رحمة الله إنما يصبر ويحتسب أمره عند الله وهو يؤمن يقينًا إن ما أصابه فيه خير له في دينه ودنياه وآخرته وهذا السلوك هو الذي يعزز سمة الأمل والتفاؤل لدى الإنسان المؤمن ..
كيف نعزز نمط حياتنا إيجابيه بالأمل والتفاؤل فالإنسان هو المسؤول عن حياته وكيفية قضاء أيامها وليالها فإما أن تكون ليالٍ يملؤها التعب والهم والأسى والتفكير المرهق الخائف من الغد أو أن تكون حياة بسيطة راضية قانعة متفائلة بالمستقبل وهذا له أثر كبير على الإنسان وعلى المحيطين به أيضًا من النواحي النفسية والجسدية والفكريّة والعمليّة فالأمل والتفاؤل هما اللذان يجعلان نمط الحياة إيجابيًّا وصاحبه في قوةوحماس وهمة لا تفتر وعزيمة كالسيل لا تنضب يسعى دائمًا للأفضل وللتطور والتغير ومواكبة كل ما هو جديد ..
لكن هذا النمط لا يأتي دون عمل وتفكير وتخطيط إنّ زراعة الأمل والتفاؤل في النفس البشرية يقع عاتقه على الإنسان نفسه أولًا فإذا ما جاهد نفسه وابتعد عن كل تفكير سلبي وأصبح يرى النصف المملوء من الكأس فإن هذا لا محالة سيساعد في رسم حياة إيجابية متفائله ثم يأتي دور الأثر الإيجابي في الآخرين فكما أن المتشائم يعطي من حوله طاقة سلبية وجوًّا كئيبًا حزينًا فإن المتفائل أيضًا قادر على نشر الطاقة الإيجابيةوتعزيز روح التفاؤل والسعادة في نفوس المحيطين به وذلك من خلال أوجه وطرق مختلفة يمكن أتباعها حسب البيئة والجو الإجتماعي كماإنّ التذكير بالنعم التي يعيشها الناس ويتمتعون بها يزيد من تركيزهم على ماينعمون به من خير ويقلص دائرة الشر والتعب والحزن ..
إضافة إلى الكلمات المفرحة والإيجابية والتي تساعد في تسليط الضوء على كل ما هو مفرح وفيه أمل وخير للمستقبل يؤدي إلى رسم حياة اجتماعية إيجابية ومتفائلة ولا يمكن إنكار أثر الكلمة في تغيير الكثير من الأفكار والقناعات إذا ما أختيرت في موضعها ووقتها المناسب وقيلت للشخص المناسب وهنا تأتي الحكمة والوعي الاجتماعي والتواصل مع المجتمع المحيط أصبح أمر ضروري في الحياة الاجتماعية ولا يمكن تركه حتى ينسى همه والمهم الوقوف إلى جانبه ومحاولة محادثته بما يفرحه وينسيه تعبه وهمه حتى الجانب المضيء من الحياةويدرك حقيقة الحياة وإن فيها الأبيض وفيها الأسود ولن تظهر قيمة أحدهما دون وجود الآخر ..