نحنُ من يَصنعُها
العنود ناصر السرحان
على هذا الدربِ الطويل
نمرُّ بكلِّ محطاتِ الشعور،
نُشعلُ وقودَ المشاعر،
يَجرحنا الفقدُ ونَتعايش معَ الحنين
نبحثُ عنِ الحب،
نُهادن الحياةَ على البقاءِ بأمان،
تُمزقنا الخيباتُ ثمَّ يُطيّبُ اللهُ جراحنا بالرحمات،
نَتكئ على ما نحملُ داخلنا منِ آمالٍ ومعتقدات،
وكثيراً ما نتكئ على أوهام.
نسقطُ ثمَّ نعاودُ النهوضَ، وعلى أكتافنا تلكَ الحقائبُ التي يملأها البعضُ أوجاعاً ، ويُفرغها البعضُ الآخر
منْ كلِّ شيء ..!
تجمعنا الطرقاتُ بالعابرين
كلٌّ يبحثُ عن حاجتهِ الضالَّة
نُصاحبُ منْ نُصاحب
نُعطي الوعودَ ، وقدْ لا نَفِي بها !
لا لشيءٍ إنما الوفاءُ عزيز إلا لمَنْ أحاطه
جميعنا بمختلفِ أفكارنا ومُعتقداتنا وحتى سلوكياتنا لانرجُو إلَّا وجهةً واحدة هيَ الأمان.
نرسمُ الكثيرَ منَ الآمالِ، ونظلُّ نبحثُ عنها
على أطرافِ دربنا وبينَ سنابلِ الحقول
وداخل أكوامِ القش.
تمرُّ علينا كلُّ الفصول،
تحرقنا اللواهبّ، وتتساقطُ منَّا الأيام
ثمَّ يسكننا البردُ فنلتفّ حولَ أنفُسِنا
لنعودَ في الربيعِ نُزهر منْ جديد، تارةً يعمُّ الضبابُ فنخاف نُبطئ الخُطى، و نترقبُ المجهول، وتارةً تتضحُ المعالمُ لنعاودَ السيرَ بكلِّ قوَّة.
نتطرَّفُ في مشاعِرنا، فتزيدُ ندوبُ أرواحِنا
ونُناشدُ الحياةَ بأنْ تُهدينا أجملَ أيَّامها
فتقول لنا : بأنَّا نحنُ منْ يَصنعها.
هي رحلةٌ رغمَ تَأرجحنا فيها بينَ الخوفِ والرجاء إلَّا أنَّها ستبقى جميلة إذا قَرَّرنا أنْ نرى جَمالها، ونعبرها بِخُطى مُزهرة
تُظلُّنا غمائمُ ابتهالاتنا ،وتراتيل أسْحارِنا ، وبخُطانا تلك نتركُ أثراً جميلاً
يَهتدي بهِ منْ هُمْ خَلفنا.