تغريدُ بنتِ الحي
سامي رضوان عبد الوهاب
تملكتْ قلبَ إنسانِ
وعيناها ترصد لصَ
تجولٍ عندَ أطرافِ
ضاحيةٍ بالليلِ في
وقتِ المساءِ
ما أخبرتنا أنها تهوي
لصوصَ الحيِ تبدو
مهذبةً حينَ تكشفُ
عنْ ضمائرها والريحِ
تعصفُ بالعراءِ
يا لا سوءُ حظِ المرءِ
في خداعٍ أحبتهُ الوجهَ
يضحكُ منحازا لفتنةِ
الشعرِ كا الليلُ مسدلٌ
علا أفقُ والعينُ زرقاءُ
الماءِ يمضي والأمواجَ
ساكنةٌ بالنهرِ أشرعةَ
والفلكِ أثقالَ النجمِ
فجَ عصامْ الليلِ
منتحرا الكوكبَ الدوارَ
في أفقِ السماءِ
تغريد تمضي فوقَ الأرضِ
رحلتها تغريد ضاعتْ
قضيتها تغريد أكتبْ
في سطورِ الموتِ
قصتها تغريد في
وطنيٍ للتاريخِ أشياءَ
تغريدِ طفلتنا عربيةً
تغريد تتوهُ ما بينَ
العربِ والعجمِ تغريد
في يدها شعاعَ أملٍ قدْ
تدفقَ في البريةِ صوتَ
أحلامِ الطفولةِ والبراءِ
تغريدَ أرضِ منْ لقاحِ الريحِ
قدْ حملتْ لا أستطيعُ فصلُ
طفلاً عنْ لقاحِ الريحِ
جاءَ المخاضُ لا أدري ربما
جاءَ المخاضُ يحملُ بكفِ
العمرِ قدري نرجو الولادةُ
دونَ ألمِ تغريدِ حسناءِ
تغريدٍ يقتلها شحُ الماءِ
منْ عطشا هلْ يا ترى
للغيثِ من وطن أرجوهُ
لا أدري كيفَ ملامحهُ
كفي بظهرِ الغيب
قدْ بسطتْ والعينُ
منْ دمعها جرداء
يا ليتَ حزني بالأمسِ
أخبرها ما زلتْ مشتاقٍ
تغريدِ يا أمي لا صوت
ولا خبرَ كمْ تهجوني
الدنيا سعيا في مناكبها
والليلُ مرتجلاً نبضي
وفيٌ وترى تغريدَ عذراءَ