التسامح شجرةٌ مثمرةٌ
شيخة الدريبي
التسامح أسمى معاني المروءة وهو خلق من أفضل الأخلاق وأطيبها به تسمو الأرواح وترتفع قدرًا عند الخالق سبحانه وتعالى وهو التساهل في الحق دون إجبار والتهاون في رد الأذى مع المقدرة واللين في التعامل مع الآخرين والحُلم عن المسيء والصفح عنه والتسامح من أعظم الصفات التي حث عليها الله سبحانه وتعالى في كتابه إنّ للتسامح آثارًاعظيمةً على الفرد والمجتمع فهو شجرة طيبة تُثمر طيب الثمر فمتى كان الأفراد متسامحين ظهر المجتمع قويًا ومزدهرًا خاليًا من الأحقاد والضغائن التي تُولّد المشكلات…
كما أنّ التسامح يُكسب المسامح رضا الله ويُشعره بالراحة والسكينة والطمأنينة ويدفع المسيء لتجنّب الإساءة في حياته لما رآه من صفحٍ وعفو عند خطئه وقد يتساءل البعض كيف أكون متسامحًا يكون التسامح برغبة الإنسان ويكون سعيدًا لا يُعكر صفوه شيء فينسى الأفعال السيئة ويستحضر الجيّدة منها ويُوسّع صدره في تجاوز عن أخطاء الغير ابتغاءً لمرضاة الله سبحانه وتعالى الذي يُحبُّ العافين عن الناس كما يكون التسامح بترويض النفس وتعويدها على ذلك بالدعاء والاستعاذة من الشيطان والاستغفار عند الغضب والرغبة بالانتقام كما تزيد قدرة الفرد على التسامح بقراءة الآيات الكريمه التي تحث عليه وبالتفكّر فيها وبما أعدّه الله تعالى للمسامح من فضل كبير..
ويعد التسامح زينة الفضائل وتتعدد أنواع التسامح إذ يُوجد التسامح الديني والسياسي والفكري والثقافي ولكن تشترك هذه الأنواع بقيم ومبادئ متنوعة كتجنب التعصب والكراهية وبثقافة الحوار والصدق مع الآخرين فالتسامح قيمة أخلاقية وحضارية تعود على الفرد والمجتمع بالنفع والفائدة فتجعل الفرد أكثر احترامًا للآخرين وهذا يُولد التآخي والمحبة والإخلاص بين أبناء المجتمع الواحدكما أنّ التسامح بين أبناء الوطن يدفع لنبذ التفرقة ويجعل المجتمع متماسكًا ..
ومن صور التسامح البعد عن رد الإساءة بالإساءة فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يرد الإساءة بالإساءة وصبر على أذاى المشركين له وأعطانا صلى الله عليه وسلم درسًا في التواضع والعفو والأخلاق فالتسامح شجرةٌ مثمرةٌ وفي طياته معاني الرحمة والعفو والعطف فماأعمقه من فعل نبيل وما أشجع من يقوم به فالنفوس الطيبة والعظيمة هي وحدها من تعرف كيف تُسامح وهذا يدل على العقلانية والحد من الحقد ..