تواضع وأنصت أثناء الحديث
شيخة الدريبي
للحديث مع الآخرين أشياء هامة وبديهية لابد من أن نفعلها جميعا كلنا نعلم أن الإنسان كائن إجتماعي يرغب في الكلام مع غيره من الناس ويحب أن يبوح بما لديه من أخبار وكلام ولكن يجهله البعض كما إنهم يجهلون آداب الحديث ويفتقرون إلى معرفة كيفية بدء الكلام مع غيرهم لأنهم لا يتقنون فتح النقاشات ولا إنهائها
ويُعد هذا قصورًا في الشخصية فالشخص الذي يتقن أداب الحديث هو الذي يستطيع تحديد كيف يتكلم والوقت المناسب للكلام ويستطيع أن يستحوذ على عقول الآخرين وقلوبهم ولذلك فمعرفة آداب الحديث من أهم الأشياء التي يجب أن يتعلمها الشخص وأن يعرف بماذا يتحدث أمام الآخرين ويدرك بأن كافة المواضيع ليست متاحة أمام أي شخص لمجرد أنه يعرفه فمثلًا الحديث عن عيوب الآخرين لا يعتبر من آداب الحديث كذلك ذكر مساؤى الأشخاص ..
لذا لابد أن يكون الإنسان على علم بما يتحدث به وأن يكون مُدرك تمامًا بأن لكل فرد الحق في التحدث وألا يمنع غيره من التحدث ويتكلم بما يريده هو فقط وعليه في حالة إنهاء كلامه أن يصمت وينتظر حتى يسمح لغيره بالكلام مع حسن الإستماع لما يقال من الآخرين وذلك كي لا يتحول الحديث إلى مجرد جدال غير مُجدي كذلك لا يكون الحديث طويلًا ومملًا فعلى الشخص أن يحرص على أن يكون حديثه لطيفًا وأن يتيح الفرصة لغيره بالكلام فلا يستأثر بالحديث لنفسه طوال الوقت ولا يتعدى على حقوق الآخرين ولا يتكلم بالقصص التي تجلب التشاؤم والسوء للآخرين وخاصة إذا كان الحديث في المواضيع التي تتحدث في الخير والتفاؤل والإقبال على الحياة..
ومن آداب الحديث أن ألا يُقاطع الشخص غيره أثناء حديثه وأن ينصت إليه حتى يكمل ما يريد قوله كاملًا وإن كان لابد من مقاطعته لأمر مهم فعليه أن يستأذن منه قبل أن يقاطعه فأن من يتصف بالإلتزام بآداب الحديث ينال الأحترام من الآخرين وتزداد هيبته بين الناس خاصة إذا إلتزم الحديث بالقول الليّن والبُعد عن أسلوب التهديد وذكر الكلمات البذيئة فيجب أن يتفنن الشخص في إختيار الكلمات بعناية وأن يُعطي الأولوية في الحديث لمن هو أكبر منه سنًا ومكانة وألا يتعدى بحديثه على أحد من الحضور وألا يكون الحديث الذي يقال للآخرين كذبًا أو يحتوي على النميمة لأن ذلك يُعد استخفافًا بمن يستمعون إلى الحديث ..
كذلك يجب أن يكون الحديث صادقًا وليس فيه أي تجريح أو إهانات لأي شخص سواء كان هذا الشخص حاضرًأ أو غائبًا وألا يرفع المتحدث صوته عند كلامه مع الآخرين لأن صوته العالي يتسبب لهم في الإزعاج لمسامعهم ويجعلهم يشعرون بالنفور منه فالإنسان مأمور من الله سبحانه وتعالى بخفض صوته والإلتزام بآداب الحديث مع عدم إعطاء النصيحة لأحد أمام الجمع لأنها قد تكون كاشفة لعيوب سترها الله عليه والحرص على عدم التحدث مع مجموعة من الناس جانبًا وبعيدًا عن الآخرين وبصوت خافض لأن هذا يشعر الغير بأن الكلام قد يكون عليه وكما قيل في الحديث الشريف (لا يتناجى إثنان دون الثالث ) فإن ذلك يحزنه ..