الشاعر :مصطفي محمد كردى
قـضاءُ اللهِ فـي الـدّنيا حـكيمٌ
وفـيهِ الـخيرُ إنْ يقضِ القضاءُ
فـكن فـي أمـرهِ يَـحمِلْكَ ربّي
بـرحـمـتهِ وتـشـمـلْكَ الـسّـماءُ
ومـا كنتُ النّصيحَ بنُصحِ قولٍ
ولـكنْ جـازَ مـن مـثلي الرّجاءُ
رجـائي أنْ تـكونَ بـشيرَ خـيرِ
ويـأتـيكم مــع الـبِشرِ الـصّفاءُ
لــقـد حُـمّـلـتمُ حِـمـلًا ثـقـيلًا
وهــذا الـحِملُ أصـغرهُ الـعناءُ
ولـو نَـزلَ الـجبالَ لـكانَ نَـسفًا
ومــا بـقـيت إذا نــزلَ الـفـناءُ
ولــكـنّ الـرّحـيمَ أتــى بـقـومٍ
لـهـم مــن عـونـهِ فـيهم بـقاءُ
فـهم حـملوا بـحولِ اللهِ حِـملًا
فـهم باللهِ قـد راحـوا وجـاؤوا
ومــا قـامـوا بـنفسٍ أو بـخلقٍ
ولـو فـعلوا لقد خسروا وباؤوا
وهــم أهــلُ الـقُرانِ بـلا نـزاعٍ
بـهم يـسري كـما تسري الدّماءُ
لـهـم حـفظٌ بـحفظِ اللهِ دومًـا
وسِــــرُّ اللهِ فـيـهـم والـــولاءُ
فـلا خـوفٌ عـليهم من غيوبٍ
ولا حـــزنٌ فـمـرجـعهُ ســواءُ
وهم في النّاسِ مرجعُ كلِّ خيرٍ
وهــم لـلـدّاءِ إنْ يـأتِ الـدّواءُ
حـفـظتم بـالـعنايةِ كـلَّ حـينٍ
وأولاكــــم بـسـاحـتهِ الـهـنـاءُ
وزوّدكــم عـلى الأعـباءِ حـولًا
وزادَ الـفـضلُ فـيـكم والـوفاءُ
