وفاة مزون
حاولت مزون أن تنهض، و تصرخ لكن لا أحد يسمعها الكل يبكي، ولكنها لم تمت هي نائمة فقط وتريد أن تنهض، وتصرخ ولكنها لا تستطيع ،وفجاة جاء إليها رجلان شديدا البياض فوق رأسهم عصبة بيضاء ولحيتهم طويلة جدا تكاد تصل إلى مستوي السرة.
مزون: من هؤلاء الذين يحملاني،خارج البيت ، أري أمي تبكي وأخواتي وبنات خالتي وصديقاتي الكل يبكي أسمع بكائهم وأنا أصرخ.
و أنادي بأسمائهم و تكاد أحبال صوتي تنقطع من الصراخ ولكن لا أحد يسمعني، لا أحد ، من هذان الرجلان والى أين يأخذني يا إلهي إنهم يقفان بي ، خلف تلك النافذة المرعبة، وكأنهم ينتظروا إذن للدخول أو ما شابه، أري النافذة تتسع وتصل الي مستوي باب كبير يدخل منه الرجلان وهم يحملاني معاهم، ماهذا المكان ؟
مكان موحش رائحتة كريهة جدا،وكأنه كهف، وأخذ بصر مزون يجول في المكان إلى أن وصلا إلى بيت كبير عليه غطاء أحمر يشبه إلى حد ما الكعبة المشرفة ، ماهذا المكان ؟
أنني أري في الركن هناك خالي علي الذي قيل لنا أنه مات بعد أن لدغه ثعبان
وإلى يساره تقف جارتنا علياء التي ماتت أثناء ولادتها لأنتها نوف وأخذت تصرخ :خالي علي خالي علي ولكن خالها علي لا يسمعها ولا يراها .
ومن هذا الواقف كهيئة الصنم أنه إبن عمي محمود أخو هيفاء الكبير الذي قيل لنا أيضا أنه توفي إثر حادث سير مؤلم . وهو متوجه الى عمله. وبكت مزون
:كل أهلي الأموات هنا! ولكنهم لا يعرفونني لا يلتفتوا اللى وأنا الان مثلهم ميتة
الرجلان يقفان عند باب ضخم وعليه حراس طوال جدا لا يتحركوا وكأنهم أصنام.وبعد برهة.
أدخلاني الرجلان على شخص يجلس على كرسي ضخم وكأنه عرش مثلما نشاهد في المسلسلات التاريخية من هذا الرجل وجحظت عيناها وهي تري عمها راشد يسجد إلى ذلك الرجل الجالس على الكرسي الضخم وهو يقول بلهجة الذليل
راشد: سيدي هذه الفتاة التي وعدت أن أتى بها اليك،فداء لي فهل تتعطف وتقبلها مني وتعتق رقبتي يا سيدي العظيم.
نظر ذلك الرجل اللي وقال وبلهجة الأمر :أخلعوا ملابسها
ورأيت الرجلان يخلعوا ملابسي وأخذ الرجل يتفحص جسمي وفجأة قال وبلهجة غاضبة
أرجعوها لا أريدها لا أريدها..هذه الأضحية فيها عيب
ورأيت وجه عمي راشد يتلون والخوف قد سيطر عليه
وأخذ يتوسل إلى ذلك الرجل ويقول له:سيدي هذه أجمل بناتنا جئت بها اليك فماذا بها من علة؟
الرجل :أنظر الى ظهرها هناك وحمة على ظهرها
وأشار غاضبا إلى الرجلان :عودوا بها إلى بيتها
وحملاني الرجلان وعلامات الغضب ترتسم على وجوهم
ودخلا بي من النافذة إلى داخل البيت ورموني بقوة على الأرض حتى صرخت من وجع السقطة.
و سمعت أمي تقول
الحمدلله الحمدلله الحمدلله لقد فاقت من الإغماء،لقد كتب لها عمر جديد ….يتبع