خَارِطَةُ العَقلِ المَجنُونِ
مِفتَاحُ يَقِينِي وَظُنُونِي
فِي أُفِقٍ قَدْ حَاكَ قُنُوطًا
بِشَوَاطِئِ ثَغْرِي وَعُيونِي
سَأَصُبُّ كَلاَماً مِنْ دَمعِي
فِي كَأسِ الفَجرِ المَدفُونِ
تَعصِرُهُ فِي الليلِ جُفُونِي
وَغِيابٌ قَدْ زَادَ شُجُونِي
تَحمِلِهُ للشَمسِ جَوَارٍ
أَسرَعُ مِنْ رِمشِي المَفتُونِ
فَجُنُونِي قَدْ أَودَعَ عَقلِي
فِي شَفَقِ اليَومِ المَطحُونِ
مَنْ أَنتِ لِتَقتِحِمِي كَونِي
لِتَكُونِي الأولَى لِتَكُونِي؟
مَنْ أَنتِ لَتَأسْرِي ذَاكِرتِي
أَوْ قَلَمَ الحِبرِ المَشحُونِ ؟
مَنْ أَنتِ لأصبَحَ مَسجُوناً
فِي دَفتَرِ شِعرٍ مَلعُونِ ؟
مَنْ أَنتِ لأحْرَمَ مِنْ نَومِي
وَحدِي وَالنار ُِ بِغَليُونِي؟
كَي أمضي بِدُخَانِ خَيَالِي
فِي لَيلِ الغَزوِ الصهيُونِي
قُولِي فَالسهدُ يُلاَزِمُنِي
فِي كُلِّ حَيَاتِي وَشُؤُونِي
قُولِي فَالروحُ تُغَادِرُنِي
لِدِيَارِكِ تَمضِي مِنْ دُونِي
كَرَسُولٍ تَنهَاكِ مراراً
عَنْ سِحرِ الحُبِّ الفَرعُونِي
بِعَصَاةٍ صُنِعَتْ مِنْ نَبضِي
إِنْ تُلقَى تَكشِفُ مَكنُونِي
فَأَجَابَتْ زَهرُ بَسَاتِينٍ
وَوُرُودٌ والحبُّ غُصُونِي
وَجَمَالِي مِنْ نَهرِ فَراتٍ
وَجُمُوحِي يَجتَاحُ سُكُونِي
وَجَمِيعُ الناسِ تُبَجِّلُنِي
أُنثَى مَا فَوقَ القَانُونِ
أُنثَى فِي جِيدِي مَقْصَلَةٌ
وَبِنَهْدِي تَنْتَحِرُ سُنُونِي
لاَ عَمرَ لَدَيَّ يُؤَرِّخُنِي
وَالحُسنُ جَلَيسِي وَزَبُونِي
لاَ يَبلَى أَبَداً لاَ يَبلَى
أَشبَهُ لِنَبَاتِ الزيتُونِ
فَاسمَحْ مِنْ بَعدِ إِجَابَاتِي
بِجِنُونِ القَولِ الموزُونِ
تَحتَاجُ لأكثَرَ مِنْ قَلبٍ
فِي الحُبِّ لِتُشعِلَ كَانُونِي
فَصَرَختُ بِهَذَا قَدْ أُنفَى
وَبسَيفِ الرمشِ المَسنُونِ
وَأُوَارَى عَنْ عَينِكِ حَتَّى
أَفنَى بِجِرَاحِي وَطُعُونِي
فَأَجَابَتْ وَيحَكَ يَا هذا
يَا شَغَفٌ يَشغَلُ هُرمُونِي
بِدِمَائِي قَامَتْ ثَورَاتِي
تَهدِمُ أَبوَابِي وَحُصُونِي
لاَ تَقتلْ نَفسَكَ فِي كَمَدٍ
قَدْ فِزتَ بِقَلبِي وَجُنُونِي
فَأَنَا فِي حُبِّكَ مُدمِنَةٌ
وَوِصَالُكَ مِثلُ الأفيونِ
وَعَلاَجِي يُصْرفُ فِي كَيدٍ
لِلنسوَةِ مِثلُ الطاعُونِ