هيفاء….الفصل الثامن عشر
الكاتب فايل المطاعنى
الصرح الاحمر
أستيقظت مزون من الغيبوبة وهي في حالة ذهول وأرتباك
ونظرت حولها فوجدت والدتها وهيفاء بجانبها، وباقي أهلها خلفهم ،فأخذت تبكي وعيناها تجولان في أنحاء الغرفة وكأنها تبحث عن شيئا ما حتى أستقرت عيناها ناحية النافذة القديمة المهترئة! التي تقع يسار سريرها مباشرة لم تصدق إنها نجت من الموت بإعجوبة وأخذت تقول بهمس
مزون: الحمدلله،الحمدلله كانت هيفاء بقربها ماسكة يدها اليمنى وتزيل العرق عنها بمنديل،و تقبل جبينها كانت مزون تعرق كثيرا وكأنها كانت تركض؟ دقات قلبها تضرب بشدة يسمعها من يقترب منها وكأنها كانت قادمة من عالم آخر ونظرت إلى هيفاء هامسة لها
مزون:
هيفاء أريد أن أتحدث معك بمفردنا!
هيفاء تنظر إلى أهلها وتقول لهم أن مزون متعبة وتريد أن ترتاح ، هي بخير وقد خابرني حمد وهو أيضا بخير فلا داعي للقلق حاولت والدتها البقاء معهم ولكن هيفاء همست لها
هيفاء: خالتي لا يصح أن نترك الضيوف لوحدهم أنت أم الأصول والواجب هيا أذهبي الى ضيوفك وقولي لهم بأن العرسان بخير وقد تأجل الحفل لبضعة أيام حتي يخرج العريس من المستشفي وبعد أن خرج الجميع قالت مزون وهي في حضن صديقتها هيفاء
مزون: هيفاء لقد رحلت الى عالمهم ، وأشارت بخوف إلى تلك النافذة ،لقد فتحت على مصراعيها ودخل منها رجلان شديدا البياض وأخذني معهم تقاطعها هيفاء بلهفة من يريد أن يعرف المزيد.. ماذا رأيت؟
مزون : رأيت وهي تبكي لقد رأيت أخاك محمود لكنه لم يسمعني وأنا أهتف بأسمه بصوت عالى ولم يلتفت إللى كان مشغول وأيضا جارتنا خالتي ليلي.
هيفاء بدأت متوترة :محمود أخي ماذا كان يفعل؟ ،لقد مات منذ فترة ليست بالقصيرة
بالله عليك أخبرني ماذا كان يفعل هناك؟
أستردت مزون قوتها وعزيمتها وأضافت : نعم محمود مثله مثل البقية في حالة سجود لصرح ضخم جدا يشبه الكعبة تمام ولكن ذو غطاء أحمر كان الجميع يطوفون حوله ومن يقبل منهم يذهبون به إلى هذا الصرح الأحمر للتبارك وبعدها يستحم بالدماء وحينها يصبح عبدا للشيطان
لقد جعلوني أري عالمهم،وتفاصيل حياتهم وأخذت تبكي في خوف وترتجف لقد كنت قاب قوسين أو أدني من أن أصبح عبدة لهم وسكتت فجأة وكأنها تشكر الله عزوجل على نعمة النجاة منهم و قالت: من تتوقعي أنقذني منهم
هيفاء بلهفة: من؟
مزون تضحك رغم الألم :إنها الوحمة التي تتوسط كتفي طالما كرهتها وفكرت مرة بإزالتها أنقذتني
وهيفاء تسمع وتريد أن تنطق بكلمة وهل والدي كان موجود وكأن مزون كانت تعرف ما يشغل بال صديقتها فقالت لها:
مزون : كان هناك عمي راشد هيفاء بحزن والدي كان معهم
ووضعت يدها على عيناها تريد أن تمنع دمعة تحاول وبكل قوة أن تسقط
/يتبع