لاَ تَكذِبِي إِنِّي رَأَيتُكِ مُتعَبَةْ
والشَّوقُ كِبْرُكِ إِنْ طَغَى مَا أَحجَبَهْ
فَالسُّهدُ فِي عَينَيكِ يُقْرِئُ مُقلَتِي
أَنَّ الجَميلَةَ فِي البِعَادِ مُعَذَّبَةْ
لاَ تَكذِبِي فَالوَجنَتَانِ تَكَلَّمَتْ
قَالَتْ كَلاَمُكِ فِي الجَفَا مَا أَكذَبَهْ
حَتَّى قَلاَئِدُكِ التِي أَهمَلتِهَا
هَرَعَتْ مِنَ الصندُوقِ تُرسِلُ ذَبذَبَةْ
وَلأَنَّهُ لَيسَ الغرُورُ بِصَاحِبِي
سَأَقُولُهُ حُلوَ الغَرَامِ وَأَعجَبَهْ
سَأَقُولُ إنِّي فِي البِعَادِ مُعذَّبٌ
وأُعَتِّقُ الشوقَ الدفِينَ لأشرَبَهْ
وَالدمعُ فِي عَينَيَّ أَدمَى وَجنَتِي
وَحَرائِرُ المَنديِلِ تَأبَى المَقرَبَةْ
وَطُيوفُكِ اللائِي حَمَلنَ مِنَ الهوَى
تَأتِي إِلَيَّ مِنَ الوِصَالِ مُشَذَّبَةْ
وَالحُزنُ قَدْ أّخَذَ الفؤادَ لِرحلَةٍ
وَرَمَاهُ فِي ثُقبِ النجُومِ وَغَيّبَهْ
والطِّرسُ أََرهَقَهُ الكلامُ وَلَوعَتِي
والحِبرُ عَاتَبَهُ الضمِيرُ وأنَّبَهْ
فِي كُلِّ بِيتٍ شَارِدٍ مِنْ مُهجَتِي
بِحَنِينِه كَالسيفِ شَوقاً أنْشَبَهْ
وَيَدَايَ تَجمَعُ كُلَّ آمَالِ الدُّنَا
لِغَدٍ يَجِئُ عَلَى الفِرَاقِ لِيسحَبَهْ