شخصية مميزة في سطور.. ابتسام إبراهيم تريسي

ابتسام إبراهيم تريسي روائية و كاتبة سورية..تكتب مقالات في كل من (الجزيرة مباشر)،و(القدس العربي)، و(الحرمل)، و(منازل)، و(صوت راية). ..هي من مواليد 1959…خريجة كلية الآداب قسم اللغة العربية بحلب. عاشت فترة في دولة الكويت .

انصب اهتمامها الروائي والحكائي والبحثي في البيئة الاجتماعية السورية، وطبيعة تكوين المجتمع السوري والأسرة السورية بمحورها الأساسي المرأة من خلال القصص التي كتبتها في ثلاث مجموعات، والإنسان السوري وما يعانيه في مواجهة التحديات من حوله داخل البيئة السورية وخارجها من خلال رواياتها، ومقالات نشرت في عدد من الصحف العربية والمجلات.

 

تعالج رواياتها المشاكل السياسية والاجتماعية بقالب روائي وبحثي خاص، ولاقت رواياتها اهتمام نقدي واسع.

 

وصلت روايتها “عين الشمس”إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية في 2010.

 

كُتبت بعض المقالات النقدية عن رواياتها، ومجموعاتها القصصية والشعرية في الدوريات العربية.

 

عضوة في هيئة تحرير مجلة (أوراق) التي تصدر عن رابطة الكتاب السوريين.

 

تكتب حكايات سورية بصوت عزة البحرة على إذاعة صوت راية.

 

لها قصص للأطفال في مجلة (العربي الصغير)، ودراسات نقدية أدبية في مجلة (العربي) الكويتية، ومجلة (الكويت)، ومجلة (المختار) الليبية، ومقالات ساخرة في مجلة (كش ملك)، وقصص في مجلة (الموقف الأدبي).

 

المؤلفات :

 

• جبل السماق – الجزء الأول: سوق الحدادين .

• ذاكرة الرماد .

• جبل السماق – الجزء الثاني: الخروج إلى التيه .

• المعراج .

• عين الشمس .

• غواية الماء .

• مدن اليمام .

• لمار .

• لعنة الكادميوم .

• جذور ميتة ( مجموعة قصصية) .

• نساء بلا هديل .

(مجموعة قصصية ).

• امرأة في المحاق.(مجموعة قصصية) .

 

اقتباسات :

ما أسهل المخططات حين تكون في أذهان الحالمين

 

كانت جدته تقول له فى صغره: إنّ السير عكس اتّجاه الريح شؤم.. ربّما كانت تقصد وقتها أن تجعله ينتبه إلى أنّ المسايرة مطلوبة في أمور كثيرة، عليه أن يطيع من دون مناقشة حمقاء قد تجرّه إلى مصير مجهول

 

ليتذكروا دائماً أنّ الشر في الإنسان ليس مطلقاً، كما أنّ الخير ليس مطلقاً.. فلماذا نطلب ممن نحبهم أن يكونوا بوجه واحد؟ أن تحبّ.. إذن عليك أن تقبل الحبيب بوجهيه، وإن امتلك وجهاً واحداً عليك أن تبحث عن الآخر.. لا يمكنك أن تكون بشراً إن احتفظت بوجهٍ واحد

 

أولادكم ليسوا لكم، أولادكم أبناء الحياة.. لا تتعلقي به كثيراً كي لا يوجعك فقده كثيراً

 

البشر في اللحظات الحرجة يستمدون القوة من ضعفهم…

 

رحلت العربة في ضجة صاخبة وراح يحملق فيما حوله , تعتريه الدهشة بينما ينقل بصره من جهة الى أخرى , المشهد الذي يطالعه لم يتغير كأنه مجموعة رسومات مهملة في كراسة قديمة , ويتبادر الى ذهنه خاطر يشي بأنه لم يغادر قريته قط , وأن المسافة الزمنية بين رحيله وعودته لا تزيد عن أربع ساعات وليس أربع سنوات , فكأنما حمل قريته فوق ظهره بدون علمه .

 

أحسُّ أحياناً أن الطيعة تتواءم مع البشر في حالات حزنهم وفرحهم وضيقهم، فكثيراً ما ترافقت لحظات الفرح التي عشتها بنفنفة تلامس وجه الأرض من سماء صافية لا تكاد غيومها تظهر للعين ….. فقط الآن صارت الحرارة خانقة والجوّ لا يطاق، وأكاد أكون على يقين أنّ ذلك مرتبط بمقدار ما نحمله في دواخلنا من يأس يدفع بنا لرؤية الوجه الأكثر قتامة للنهاية

 

من رواية :

عين الشمس

 

سرقوا كل شيء، حتى البحر…

أشعلوا حرائقها في الخامسة فجراً…

نزعت ثوب صمتها، وسارت عارية من كل زيف، غمست قدميها بمياهه، ونذرت صلاتها للأفق. حين استفقتُ على صوت الطائرات تحاصر سماءها، كنتُ أفتشُ أرجاء الحلم بحثاً عن عيني شمس الحزينتين. حين فتشوا ملابسي بحثاً عن السلاح، اعتراني الذهول، أقام في دماغي زمناً، ثم رماني إلى غربة لن تنتهي!

بهذه السطور تبدأ الروائية “ابتسام إبراهيم تريسي” روايتها الرائعة “عين الشمس” فشمس الوطن لا يمكن أن تغيب عن مخيلتها، رغم طول السنين، والبعد والألم الذي يجترحه الإنسان في اغترابه عن وطنه الأم. عند وصولها تغيرت صورة الوطن كثيراً، فقد أصبحت الأبنية عالية، وتغير وجه الشارع القديم، هنا كنت أعلّق أرجوحتي، وهنا كنت أتأمل شجرة الجميز الضخمة، ذكريات عبرت، وبات لا بد من مواجهة واقع جديد.

حين وصلتُ البيت، كانت رغبة حارقة تجتاح أعماقي، أريد أن أحطم أيّ شيء يعترض طريقي، لكنني لم أجد شيئاً يستحق التحطيم سوى روحي، حتى الكأس الزجاجي الذي حملتُه لأضرب به الجدار، ضنت به، ووضعته بهدوء بجانبي. هل أنتقم منه حقاً أم من نفسي؟

أنتقم منه في نفسي، لأنه نفسي! خلعت ثوبي الزيتي، ورميته أرضاً، كم بتُّ أكره اللون الأخضر، وأكره أن أكون أصيلة كشجرة. اللعنة، لماذا ارتديته اليوم؟”.

في حبكة درامية وسرد مشوق تصف بطلة الرواية ما يخالجها في أعماقها من وجدانيات تدور في نفسها مخاطبة حبيبها: أكان شمس يعتقد حقاً أنني استطعت التخلي عنه؟

هل كان على يقين أنني أستطيع أن أحب غيره؟

أيعقل أنْ يشك للحظة أن بإمكان أحد غيره أن ينير سمائي…!

يا للعتمة التي لا تنتهي!

أذكر بدقة تلك النظرة التي خصني بها أثناء أمسية نزار، تلك النظرة التي ترافقت مع قوله :

انزع حبيبي معطف السفر وابق معي حتى نهايات العمر فما أنا مجنونة كي أوقف القضاء والقدر وما أنا مجنونة كي أطفئ القمر…

اعتقدت لحظتها أن الكون بأسره ملك كفي، وأن شمس لا يمكن أن يفارقني طيلة عمره لحظة واحدة، فما معنى حياتي لولا وجوده؟

 

رواية شيقة بأحداثها وتفاصيلها الدقيقة، عبرت بها الروائية ابتسام إبراهيم تريسي، عما يدور في نفسها من ألم الفراق، وحب الوطن والأهل والحبيب فمن دونهم تغدو الحياة باهتة كغروب الشمس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى