حمدان بن محمد: نقف على مشارف مرحلة هدفها ترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للتجارة والاستثمار
د.وجدى نجدى
أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، أهمية تكامل جهود وأدوار مختلف الدوائر والهيئات والمؤسسات الحكومية بالشراكة مع القطاع الخاص، ضمن إطار يكفل أعلى مستويات الكفاءة في تحقيق مستهدفات «أجندة دبي الاقتصاديّة D33» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بداية العام الجاري، وفي مقدمتها جعل دبي من أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم
اقراء أيضا “: رئيس جمهورية فنزويلا البوليفارية يغادر جدة
جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها سموه، يرافقه سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، أمس، إلى مقر دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، حيث كان في استقبال سموهما المدير العام للدائرة، هلال سعيد المري.
جهود الدائرة
وأثنى سمو ولي عهد دبي خلال الزيارة على جهود دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، وما تقوم به من مبادرات ومشروعات غايتها الوصول إلى أعلى مستويات الأداء والنتائج القياسية ضمن القطاعات الاقتصادية الرئيسة، مؤكداً سموه ضرورة الوصول إلى أعلى درجات التنسيق بين مختلف مبادرات ومشروعات مختلف القطاعات الحيوية ضمن منظومة التطوير الشاملة في دبي، ومن أهمها قطاع الاقتصاد والسياحة، كذلك أهمية تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، وتمكين شركاته ومؤسساته من توسيع دائرة إسهامها في تحقيق طموحات دبي للمستقبل في مسيرة هدفها بلوغ أعلى مستويات النجاح ضمن إطار عمل واضح أسست دبي من خلاله نموذجاً فريداً للتطوير وضعها في مصاف أفضل مدن العالم للعيش والعمل والزيارة.
مرحلة جديدة
وقال سموه: «نقف على مشارف مرحلة جديدة من التنمية الاقتصادية المستدامة، هدفها ترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً رئيسياً للتجارة والاستثمار والتبادل المعرفي والابتكار.. هناك ضرورة للتكيّف مع المتغيرات العالمية المحيطة.. وتسخير التكنولوجيا في خدمة ازدهار منظومة عمل تستقطب اليوم أفضل العقول والأفكار من حول العالم.. البنية التحتية القوية والدعم الحكومي الواعي والبيئة التشريعية المرنة والمتكاملة التي تحمي مصالح المستثمر، وتمكّن رائد الأعمال من النمو في مناخ يتمتع بكل مقومات الأمان والاستقرار نقاط قوة رئيسية لدبي مستمرون في تدعيمها».
كما أكد سمو ولي عهد دبي، استمرار دبي في ترسيخ كل العناصر التي من شأنها الحفاظ على صدارتها لمختلف القطاعات الاقتصادية. وقال سموه: «نستمع بكل تقدير لأفكار شركائنا ومقترحاتهم، ولا ندخر جهداً في توفير كل ما من شأنه إنجاح أعمالهم… نعمل بروح الفريق الواحد لتأكيد تنافسية دبي الاقتصادية، ورفع سقف جودة الخدمات المقدمة لزوارنا من حول العالم».
شراكة متينة
وفي تغريدة لسموه على موقع التدوين «تويتر» أمس، قال: «تقف دبي اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من النمو المدفوع برؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الطموحة للمستقبل… نمو تعززه شراكة متينة بين القطاعين الحكومي والخاص نضيف معها فصولاً جديدة إلى قصة نجاح بدأت منذ عقود.. خلال زيارتي لمقر دائرة الاقتصاد والسياحة اليوم اطلعت على تفاصيل منظومة عمل دؤوبة غايتها تحقيق مستهدفات (أجندة دبي الاقتصادية D33) للسنوات الـ10 المقبلة، لتكون واحدة ضمن أكبر ثلاث مدن اقتصادية في العالم، وإحدى أهم الوجهات السياحية العالمية.. مستمرون بالعمل وتحويل الأفكار إلى فرص جديدة، لتكون دبي دائماً النموذج المُلهم للتنمية والمكان الأفضل للعيش في العالم»
نتائج إيجابية
واستمع سموه خلال جولة في مقر الدائرة من المدير العام للدائرة، هلال سعيد المري، إلى شرح حول النتائج الإيجابية التي حققتها دبي على الصعيدين الاقتصاديّ والسياحيّ خلال العام 2022، وكذلك الأشهر الأولى من العام الجاري، حيث تفوقت على نظيراتها من المدن العالمية.
وقدّم المري شرحاً مفصّلاً حول مشروعات ومستهدفات أجندة دبي الاقتصاديّة «D33»، وأوضح أنّ «دبي وصلت إلى مرحلة تجعلها مستعدة لتقديم الأفضل للحفاظ على مراتب الصدارة، والتقدم بخطى ثابتة نحو المستقبل، في ضوء رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، والحرص على توثيق علاقات التعاون مع كل الشركاء من القطاعين العام والخاص للوصول إلى مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33)»
اقراء أيضا: وزير الموارد البشرية ومدير منظمة العمل الدولية يشهدان توقيع اتفاقية للتعاون المشترك
أداء اقتصادي قوي
وتضمّن الشرح الذي استمع إليه سموه أهم الإنجازات التي حققتها دبي في مجال الاستثمار الأجنبي المباشر؛ إذ تمكّنت للعام الثاني على التوالي من تحقيق المركز الأول عالمياً من حيث استقطاب مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة في عام 2022، لتشهد نمواً بنسبة 89.5% على أساس سنوي في إجمالي مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر المعلن عنها في عام 2022، في حين ارتفع إجمالي رأس مال الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 80.3% خلال ذات الفترة.
واستحوذت الإمارة على نسبة 4% من إجمالي مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة في العالم، بزيادة قدرها 1.9% مقارنة بعام 2021، وذلك بعد تسجيل 837 مشروعاً، لتحقّق دبي أعلى نمو في هذا الإطار خلال السنوات السبع الماضية.
تأسيس الأعمال
وأشار الشرح إلى وصول إجمالي تدفقات رؤوس أموال مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر في دبي في عام 2022 إلى 47 مليار درهم (12.8 مليار دولار) مقارنة بـ26.07 مليار درهم في عام 2021، وتم استحداث ما يقدر بنحو 38 ألفاً و447 وظيفة في دبي في عام 2022 مقارنة بـ24 ألفاً و932 وظيفة في عام 2021.
واطلع سموه خلال الشرح على حجم النمو الذي شهدته الإمارة في حركة تأسيس الأعمال، والذي زاد عن 30% خلال الربع الأول من العام 2023 مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2022، فيما وصلت نسبة نمو الرخص المجدّدة تلقائياً خلال الفترة ذاتها إلى 14% على أساس سنوي.
قطاع التصنيع
كما تناول المرّي منجزات قطاع التصنيع؛ لافتاً إلى أنّ جهود الدائرة خلال الفترة الماضيّة وتحديداً خلال العام 2022 أسهمت في تعزيز مكانة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، ليشكّل 8.6%، فيما من المتوقّع أن يصل إلى 9% خلال العامين المقبلين، حيث يتم العمل على تنويع قاعدة التصنيع وسلاسل التوريد، واعتماد المزيد من التكنولوجيا المتقدمة في الحلول الصناعيّة، وبالتالي ترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للصناعة والتصدير.
وقال المري: «سنواصل البناء على المنجزات المحقّقة التي أسهمت في ترسيخ مكانة الإمارة ضمن أفضل مدن العالم الاقتصاديّة، وهو الأمر الذي يتماشى مع الهدف الاستراتيجي الأول لأجندة دبي الاقتصاديّة D33 والمتمثل بوضع الإمارة ضمن أفضل ثلاث مدن اقتصاديّة في العالم في ضوء التوجيهات الحكيمة لقيادتنا الرشيدة… لتكون دبي المدينة الأسرع والأكثر أماناً واتصالاً بالعالم؛ وأفضل بيئة عمل للاستثمارات والشركات الوطنية والدولية؛ والمدينة العالمية الرائدة في الاقتصاد الرقمي، ومركزاً عالمياً للاقتصاد الأخضر والمستدام والمتنوع».