لغز الأرملة السوداء
الكاتب فايل المطاعنى
دخل العميد حمد الشميسي المكتب وقال بلهجة منتصرة :هل وجدتم الأموال أم هناك ما شغلكم عن تلك الأموال؟ نظر إليه المقدم سالم هلال والنقيب منى التي كانت متأثرة جدا. ولكن العميد حمد استدرك قائلا : لا عليكم ،ليس دائما يجب أن ننتصر ! .اعترف أن المجرم ذكي وذكي جدا ،والى الآن لا يزال يمارس خداعه،ولكن وضرب بيده طاولة المكتب،سوف نقبض عليه عاجلا أم اجلا فلا تقلقا. ودخلت النقيب شيخة فقال لها العميد حمد : نقيب شيخة جئت في وقتك، أرسلي في طلب سعاد طالب زوجة الكابتن عادل سعيد.واضاف قائلا: أحرصي أن تأتي بأية طريقة ولا تتركي لها مجال للمناورة. نظر المقدم سالم والنقيب منى إلى بعضهم ولسان حالهم يقول :ما دخل زوجة المنتحر في الأمر ولكن العميد حمد قال لهما: أيها الضابطان هل لديكم فكرة عن من قتل جون كيلي ..فقالت النقيب منى:,سيدي أظن أنه أنتحر، وظل المقدم سالم صامت لم يتفوه بكلمة. ونظر العميد حمد إليهم بنظرة ذات مغزي وهو يقول :أعزائي المدعو جون كيلي لم ينتحر بل قتل أو لنقل أحد ما رمي إليه الطعم و بغباء الإنجليز التقط هو ذلك الطعم ….غدا سوف نعرف الحقيقة. وقبل أن يخرج قال : عندما تجدوا تلك السفينة الملعونة أخبروني .. في اليوم التالي دخلت سعاد بنت طالب الى مكتب العميد حمد الشميسي الذي كان يقرأ اوراق بيده، وعندما رآها، ترك ما بيده وقال لها مرحبا : أهلا وسهلا الأخت سعاد تفضلي بالجلوس. كانت النقيب شيخة بجوارها، فالتفت الي النقيب شيخة ، التي بدورها أشارت اليها بالجلوس.
العميد حمد ينظر اليها ويقول
:المعذرة منك، المسافة طويلة من مسقط الي صور، وبحركة مسرحية وضع يده اليمني فوق اليسري قائلا :نعتذر منك ، أظن الطريق ليس غريب عليك.
حاولت سعاد أن تثبت وأن تتماسك وقالت في عصبية
سعاد:أريد أعرف لماذا الاستدعاء.؟ جئت من مسقط الي صور لكي تقول لي اسف وقالت بعدها :غريبة والله
العميد حمد يستدعي النقيب منى .و قال بعدها
حمد: قلنا نتحدث قليلا مع بعض، ونعيد سرد الحكاية من أول وجديد، بس هذه المرة سوف نسردها علي طريقتنا نحن الشرطة.
كانت سعاد في حالة من الهلع والخوف شديد، رغم براعتها في عدم إظهار ذلك، وحاولت أن تكون في كامل وعيها وتركيزها، ولكن العميد حمد وجه لها سؤالا مباشر
العميد حمد: أخت سعاد حضرتك متهمة بقتل جون كيلي..أو تسبب في موته بشكل أصح
سعاد في ذهول : أنا قتلت جون كيلي لماذا وما دليلك؟
كانت سعاد في حالة خوف شديد.
وترك العميد حمد الشميسي مكانه، وأشار للنقيب منى والنقيب شيخة ان تبقي كل وحده في مكانها، وبعدها اتجه إلي سعاد طالب.وقال لها وبصوت قوي.. العميد حمد:سعاد لماذا قتلتي جون كيلي؟
كانت مفاجأة بالنسبة لسعاد من العيار الثقيل، لم تستطيع الاجابة ولكن العميد حمد امسك اوراق كانت على طاولة مكتبه و قال بصوت مرتفع :سعاد بنت طالب دكتورة تخدير، أرتبطت بعلاقة مع الدكتور علي بن سعيد، من أيام الدراسة حيث كان الدكتور علي معيدآ لكلية الطب وأنت كنت طالبه، ولكن هذه العلاقة لم تتوج بالزواج،والسبب أنك فضلت عليه أخوه التوائم، الكابتن عادل بن سعيد، ولم تبالي بالمسكين ولا بحبه لك ، وضربت بحبه عرض الحائط وأقترب منها أكثر قائلا
: سعاد ، مطلوب منك تصحيح بعض المعلومات التي سوف أقولها،إذا فيها أخطاء واكمل طبعآ الكابتن عادل ثري وطيار وجري وذو مكانة مرموقة لذا حالفه الحظ وفاز بالزواج منك، عكس أخيه الهادي الطبع ولا يحب الأضواء، و انطوائي و لكن ، كان ثري ووسيم أيضآ
للمعلومة الدكتور علي سعيد كان صديق المقدم سالم هلال منذ أيام الدراسة، وكان يحدث صديقه عنك، وعن حبه وحبك له، ولكن فجأة لم يعد يتحدث عنك، وعندما سأله عنك، قال: ماتت
لم يكن يرغب أن يقول أنها أختارت أخيه. لقد احترمك، وأحبك جدآ، ياله من رجل شريف دكتور علي
وبعد زواجك من أخيه عادل رجع الحنين الي الدكتور علي فأصبحت تطارديه، اينما رحل وحيثما ارتحل أليس كذلك.
العميد حمد الشميسي يلتفت الي سعاد بنت طالب قائلا :للاسف بعض الاحيان الظروف تتيح للمجرم ان ينتصر بعض الوقت، وهذا الانتصار يجعله يختال كالطاووس، متوهم انه بهذا الانتصار قدر يخدع رجال الشرطة، و يتمادي، وسكت ثم أضاف يا أخت سعاد انت مثال رائع للعنكبوت المسماة الارملة السوداء لم تعاشري زوجك وبعدها تتخلصي منه كما تفعل تلك الحشرة، انت للاسف قتلت ثلاث أشخاص دفعة واحدة، كانت سعاد صامتة؛ صمت الاموات، والمطر الاسود يتساقط زخات زخات مما يدل ان نبضها لم يتوقف بعد، واقترب منها قليلا أكثر العميد حمد وهو يقول :ليلة مقتل جون كيلي، كنت ذاهبة اليه، ولكن وجود النقيب محمد الحوسني، للتحقيق معه.قد اخافك، فانتظرتي حتي خرج النقيب محمد.ودخلت البيت عن طريق مفتاح كان معك. وبعد ان قضيتم كعادتك معه وقت طيب، اقنعت ذلك المعتوه، المهووس بفكرة متعة الموت، بأن تحقني وريده بإبرة مخدر ( رهينول ) هذا مخدر تجاري مش متواجد في المستشفيات بشكل كبير،وصديقك جون كيلي لديه ضغط الدم مما يستوجب تقريرا لحالته من طبيب معالج وليس من اختصاص طبيب تخدير الذي هو حضرتك..والكمية التي اعطيت له كانت كافية بالقضاء على جمل وليس على انسان.. المهم الوقت بالنسبة اليك ضيق وخوفك من وجود الشرطة او رجوع ضابط التحقيق في اي وقت جعلك لم تركزي كثير في البحث عن اي شي يخصك..فجمعتي صورك، رسائلك في تلفونه واخذت ذاكرة التلفون، و خرجت بهدوء،ولكن نسيت ان تبحثي عن اوراق مذكراته ربما ليس لديك علم، بأن الانجليز بالذات لديهم هوس بكتابة مذكراتهم الشخصية، ومهما تعددت وسائل التقنية الحديثة، يبقي هوس الكتابة فالكتابة لدي الإنجليز شغف و الذي حدث..فعندما فتشنا الفيلا وجدنا هذه الأوراق القيمة التي كشفت علاقتك مع المدعو جون كيلي..وهنا طرق الباب المقدم سالم هلال قائلا
سيدي العميد حمد وجدنا الدكتور علي بن سعيد مقتول
اقراء أيضا: لغز الأرملة السوداء
/ يتبع
. ( عمدة الادب )