النفط بين السياسات الدولية والإقتصاد العالمي

يُعرف النفط على أنّه مزيج مُعقّد من الهيدروكربونات التي تتشكّل في الأرض بالحالة السائلة،أو الغازيّة،أو الصلبة، وغالبًا ما يقتصر هذا المصطلح على الشكل السائل الذي يُطلق عليه اسم النفط الخام،

ويرى الخبراء بأن النفط هو السلعة الأكثر قدرة على إثارة الصرعات بين الدول،إذ يلعب النفط الدور الحيوي في الإقتصاد العالمي،إذ لا يزال متربعا كأكثر مصادر الطاقة نفعا واستخداما على مستوى العالم.

ومع التغير في منظومات الدول، والسياسات الضاغطة والمراحل الإقتصادية المعقدة،والتحولات والحروب على أنواعها كافة،تحول النفط من العالم الاقتصادي المنتج إلى أوراق دولية سياسية تتحكم بمسارات الدول.

هي الدورة الكونية البشرية،وبظل إنتاج ضعيف لبدائل الطاقة الصديقة للبيئة سيستمر التلاعب الدولي، وستزداد نقاط الربح والخسارة على طاولات السياسة الدولية .

ومع التحول الكبير والتركيز على الأمن الإقتصادي بدلا من الأمن العسكري بالدرجة الأولى،تأخذ الطاقة وهي الركيزة الأساسية في الأمن الإقتصادي، الحيّز المقلق في تأمين مصادر لهذة الطاقة.

لذا نشهد اليوم تباعدات وتناقضات وصراعات بين الدول لتحقيق أهداف استراتجية تسعى لامتلاكها كذراع قوية للأمن القومي،وتأتي سيطرة الدول الكبرى على دول أخرى،أما بالسيطرة العسكرية أو بالاتفاقيات الطويلة الأمد من جهة ودعم الحروب من جهة ثانية ممرات للسيطرة على مصادر النفط والاحتفاظ بالقوة الأساسية للأمن الإقتصادي.

وفي الآونة الأخيرة،عاد الحديث عن أمن الطاقة بقوة ليتصدر المشهد، ولم يعد ممكنا التجاهل عن مفهوم ومبدأ أمن الطاقة بعد الحرب الروسية والأوكرانية،حيث أصبح التهديد واقعًا مريرًا على الدول الكبرى،وتحول الى تصدعات في الإقتصاد الدولي، مما أدي إلى تراجع واضح في البنية الصناعية والإقتصادية،قد تصل إلى أزمات وجودية.

وتبقى الدول المنتجة والمصدرة عرضة لاهتزازات كبيرة نتيجة التجاذبات السياسية،إذ تتعرض تلك الدول الى الكثير من الضغوط،إما لإجبارها على زيادة الإنتاج أو للتخفيف من إنتاجها بحسب حاجة السوق العالمي، الا ان المملكة العربية السعودية وبفضل سياستها الحكيمة ،استطاعت الحفاظ على التوازن بما يحفظ لها مصالحها الخاصة،دون استخدام النفط كورقة سياسية لمصلحة احد الاطراف ضد الاخر.

وبين سياسة الإقتصاد، والإقتصاد السياسي تبقى الشعوب أحجار على رقعة شطارنج، وأرقام على الخارطة البشرية تسعى للقمة العيش في مهالك الحياة،وفي باطن الأرض كنوز الذهب الأسود.الا لمن وفق في قيادة حكيمة تدير الازمات كما هو حاصل في بلادنا ولله الحمد والمنة،حيث لم نشعر باي تغيير معيشي سوى للأفضل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى