حرم الجمال


الشاعر :مصطفي محمد كردى
أخذ الهوى من خافقي خفقاتي
وبخطرةٍ قد أُحرِقت خطراتي
شيءٌ من السِّحرِ الخَفيِّ بخِفّةٍ
لَمَسَ الفؤادَ فأُلهِبَت لمساتي
وبهمسةٍ شعريةٍ شعرت بها
أنسامُ صدرٍ صدّرت همساتي
زدني بصَبِّ العطرِ عَطِّر صَبوتي
ودعِ الهوى يلهو بكلِّ صفاتي
من لم يَعِش في الحبِّ عاشَ بغيرهِ
فاختر لقلبكَ في الحياةِ حياتي
خذني إليكَ وخلِّني في صَحوةٍ
واسمح لنفسكَ باستباحِ سُباتي
ذرني بصحراءِ الوصالِ مواصلًا
يسري سرابُ الصَّبِّ بالصَّبواتِ
أخلو فلا يخلو لَطِيفُ خيالهِ
قد طُيِّبَت من طِيبهِ خلواتي
حَلَّت وحَلَّت فالحياةُ حياتُها
أفدي حبيبةَ مهجتي بحياتي
وإذا حلفتُ بأنني أنسى الهوى
حَنَثَت وسالت دمعةُ الخلجاتِ
لا تطلبي مني دليلَ محبةٍ
دَلُّ الهوى يُغني عنِ الطلباتِ
لكن له الأعراضُ تَعرِضُ للفتى
فيصير كهلًا مُثقَلَ الحركاتِ
فالعينُ تعمى والخدودُ تَشقّقت
والصّدرُ يَرجفُ رَجفةَ السّكراتِ
الظَهرُ يُظهِرُ ضَعفَه عن حَملهِ
والشَّعرُ يرفعُ رايةَ الأمواتِ
سَكَنَت بكُلّي فاستكانَ لها الأنا
وسكينتي باحت لها سكناتي
عَثرت عليَّ فألبستني حُلَّةً
فغدوتُ تحلو عندها عثراتي
حَجَّت لها مني الحَواسُ وأحرمَت
عن غيرِها وتَحَجَّبت لَفَتاتي
وسعيتُ ما بين المُنى ووعودِها
ونحرتُ نفسيَ تاركًا شهواتي
ورُويتُ لمّا زَمزَمت وتَحلّلت
فغدا طوافُ الرّوحِ من نَشواتي
ورميتُ بُعدي واستلمتُ جلالَها
ونَويتُ في حَرَمِ الجمالِ صلاتي