ناديتُها! لم تجبني! قلتُ لها برَدَ الشايُ وازدادَ الصداع .
اجلبي مكعباتِ السكر، لا أريد لذراته أن تذوب في أحمر بارد، كأني لم أقل شيئًا، يالهذا الليل الأسود! لا أتمنى أن يشبهه لون كوب الشاي الذي أشتهيه، أذعنتْ أخيرًا، ذابت ذراتُ السكر وفي رأسي صِراع، بقايا من دفء في الكوبِ تشبه ليلنا، تركتْني أحركْ برفقٍ المشروبَ وصوتُ الملعقةِ الصغيرةِ يُحدثُ صوتًا جميلًا تعمدتُ صنعه، سمعتْ رنينَ الملعقةِ فأقبلتْ بلباسٍ ليلي يتلألأ كالنجوم، قالت لي : يبدو أنك تجيدُ العزفَ وسطَ الآلام! ازددتُ في التحريض، نقرتُ على الكوبِ وقد قاربَ على الانتهاء، ضحكتْ بروعةٍ وهي تسألني!!
كيف لو كان رأسُك بلا صداع؟ هل ستعزفُ هذا العزفَ بملعقةٍ وكوبٍ فارغٍ من الزجاج؟ قلتُ لها :اسألي ذراتِ السكرِ التي صنعتِ المرارةَ في لساني ، اعتذرتْ مني، قالت إنها تمزح كي يكون للسهر ألفُ معنىً ومعنى، طلبتُ المزيدَ من مكعباتِ السكر وكأسًا آخر، أحضرتْ اثنين وطبقًا به قطعةُ حلوى ، جلستْ إلى جواري وهي تمسِّدُ رأسي كي يتفرقَ الصداعُ ويتبخر ، تركتُ رأسي يتدلى على الأريكةِ التي ضمتنا جلوسًا، ظلتْ تمنحني رشفاتٍ بالملعقةِ الصغيرةِ وأنا أفعل مثلها، سألتْني عن الصداع، قلتُ لها أي صداع، ضحكنا سويًّا وكأن شيئًا لم يكن!!