بندقيَّةُ العينِ
محمد وهبه
أعيرتُها دقيقةٌ
تُصيبُ العمُقَ
تُحقِّقُ الهدفَ
تُعانقُ النَّهَمَ
تُبدِّدُ الألمَ
تُرسِلُ الرَّسائلَ
ترويْ القِصصَ
تَفضَحُ القلبَ
تحاورُ الجمالَ
هي أقوىْ منَ الكلمةِ
أعمقُ منَ الحرفِ
ذخيرتُها الشعورُ والإحساسُ
صوتُها صدىْ النَّبْضِ
لا ترميْ عنْ جهلٍ
ولاْ فيْ أيِّ وقتٍ
اليدَ علىْ الزِّنادِ
النيشانُ نحوَ العواطفِ
وبيتِ السِّحرِ
تأخذُ أوامرَها
منْ نسيمِ الرّوحِ
تُسدِّدُ الروحَ بالروحِ
تُوثِقُ الحبَّ بالصِّدقِ
عندَ التَّصويبِ
نِسبةُ الخطأِ صِفرٌ
تَلِدُ مُتعةَ الحبِّ
إطلاقًا مُتبادلاً
للبصرِ والنَّظرِ
ولصراحةِ الحبِّ
علىْ وقعِ
صراخِ الصَّمتِ
وهمسِ العصافيرِ
مصارحةٌ حنينٌ
سجودٌ وتواضعٌ
يبدِّدُ العنفوانَ واللَّغَطَ
يُشَرِّعُ الأبوابَ للعِشقِ
يأسِرُ الزَّمنَ والوقتَ
يَسجُنُ الكلامَ والخجلَ
يُطلِقُ أصدقَ الصَّلواتِ
عبادةً ودعاءً
كأنَّه ميعادُ الشَّفَقِ
أوْ لقاءٌ عندَ الغروبِ
بندقيَّةُ العينِ
تُدرِكُ صاحبَها
لا تُصيبُ إلا الهدفَ
هدفٌ واحدٌ
لقلبٍ واحدٍ
وحبٍّ أوحدٍ.
من ديوان رحيق الحب