شخصية مميزة في سطور ..الشيخ الدكتور سامي ديولي .  

الشيخ الدكتور سامي ديولي ،من أقدم مؤذني المسجد النبوي الشريف، منّ الله عليه بصوت جميل تخضع له القلوب ، كما أنه عالم فقيه، يحمل الدكتوراة في تخصص الفقه، ويُدرّس بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية، وهو إلى ذلك ذو خلق رفيع وأدب عال .

سامي بن محمد بن حسن ديولي، من مواليد المدينة المنورة، و فيها درس الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ثم حصل على الليسانس في الشريعة من الجامعة الإسلامية، ثم الماجستير ثم الدكتوراة في الفقه برسالة في فقه الإمام طاووس بن كيسان اليماني .

 

أول مرة أرفع الأذان كانت في فرض العشاء في سنة ١٣٩٤هـ، وذلك نيابة عن الوالد غفر الله له، الذي كان من المؤذنين بالمسجد النبوي، ومن قبله جده حسن، ومن قبله جد الوالد محمد بن سعيد ديولي رحمهم الله أجمعين .

 

و عندما سئل – كيف توفقون بين عملكم في الجامعة والأذان في المسجد النبوي؟

أجاب ليس هناك صعوبة بين العملين، خاصة وأن الجامعة تبدأ المحاضرات بها في السابعة والنصف صباحاً وهناك وقت طويل قبل صلاة الظهر، ولا تعارض بين الأذان والتدريس في الجامعة لكون العمل الجامعي يتم في أول النهار. ما أجمل ما في الأذان في المسجد النبوي؟

 

يعتبر الأذان بحد ذاته شرف كبير وعظيم لمن يناله ، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو خليفة أبي بكر الصديق تمنى أن يكون مؤذناً وكان يقول:

«لولا الخلافة لكنت مؤذناً» أو «لكمُل أمري»

 

الأذان في المسجد النبوي له ميزة لأنه أول مسجد أسس على التقوى وهو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أكبر الشرف أن يرفع الإنسان الأذان في مسجد صلى الله عليه وسلم .

 

و عن يوم لا ينساه قال :

كان ذلك في أول مرة أرفع الأذان في المسجد النبوي، وكنت وقتها طالباً في المرحلة التوجيهية، وكنت أذاكر بعد المغرب عادةبالقرب من المكبّرية، ولم أكن حينئذ مؤذناً في المسجد النبوي، فنظرت إلى المكبّرية وإذا الأذان لم يبق دونه سوى خمس دقائق والمؤذن لم يأتِ، فقلت في نفسي:

يا تُرى لو غاب المؤذن، هل أستطيع أن أرفع الأذان؟

وفعلاً حصل ما حدثت به نفسي، ومرت دقيقة من وقت الأذان ودقيقتان حتى مضت خمس دقائق، فصعدت إلى المكبرية ولم يكن معي مفتاحها، لكنني كنت دائماً آتي المكبرية مع والدي وأعرف كيفية تشغيل أجهزة مكبرات الصوت، ورفعت الأذان لأول مرة، وهذا الأذان لن أنساه أبداً في حياتي.

 

يوصي المؤذنين الإخلاص، لأن هذا العمل يفترض أن يكون احتساباً لوجه الله تعالى، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأحد أصحابه:

اتخذْ لمسجدك مؤذناً لا يأخذ على أذانه أجراً، فالأصل الاحتساب.

 

الشرع لم يترك لنا شيئاً إلا بيّن حكمه، وعبدالله بن عمر رضي الله عنه كان في المسجد الحرام، فقال له مؤذن الحرم:

إني أحبك في الله، فقال له عبدالله بن عمر: وأنا أبغضك في الله، فقال له المؤذن: لِمَ؟

قال له: لأمرين، الأمر الأول أنك تُطرب في أذانك، والأمر الآخر:

أنك تأخذ على أذانك أجراً.

 

فالتطريب الممقوت هو أن تكون على ما يسميه السلف لحون الأعاجم، وتكون بالتمطيط وجعل الأذان على الجَرْس الموسيقي فهذا لا يجوز .

 

لكن لا بأس بأن يكون الإنسان صوته حسناً ونديا أما أن يؤذن بالمقامات مثل السيكا والبنجكة وغيرها، فهذا لا يجوز شرعًا.

 

المسجد النبوي الشريف وما يتميز به من مكانة مميزة فهو واحد من أفضل المساجد التي تتواجد على الأرض

فيه مكتبة المسجد النبوي التي تم تأسيسها في عام 1352 هـ الموافق 1933 وذلك كان من خلال اقتراح من مدير الأوقاف في المدينة المنورة في ذلك الوقت عبيد مدني، وكان السيد أحمد ياسين الخياري هو أول مدير للمكتبة.

 

يوجد في مكتبة المسجد النبوي الشريف عدد من الكتب التي يرجع تاريخ وقفها على المسجد النبوي قبل تاريخ إنشاء المكتبة، على سبيل المثال مكتبة الشيخ محمد العزيز الوزير التي قد أوقفت في عام 1320 هـ.

 

وكشف صاحب كتاب «خزائن الكتب العربية» بأن مكتبة المسجد النبوي الشريف كانت تم تكوينها قبل حريق المسجد النبوي وذلك في 13 رمضان عام 886 هـ، وفيه احترقت خزائن المصاحف والكتب، فكانت تمتلك الخزائن عدد من الكتب النفيسة وأيضًا عدة مصاحف عظيمة .

 

حالياً تقع المكتبة داخل المسجد النبوي الشريف وفيها يتم السماح لكافة الزوار بالاستفادة من المكتبة بالإضافة إلى الخدمات المقدمة فيها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى