قصة قصيرة ترانسفير


بقلم سيد جعيتم
الجميع يجلس في سماط جالوت، في قلب الصحن العامر ليل نهار، لا عذر لتخلف أحد إلا بموته.
بعيون تبكي بلا دموع ودَّعوه، شقت زوجته ثوبها، مات كمدًا لطرده من قيراطان ارض يزرعهما بالحنطة، انتقل لظى قلبها لعقل صغيرها.
جالوت على رأس المشيعين، خلع نعليه وأمَّ الصلاة…
صحن جالوت يسع داخله الجميع، يتقاسم معهم ما رزقهم الله، كرسيه على حَافة التل المُرتفع، يسمع الجميع تجشؤه، يرددون:
– هنيئا هنيئا، يثير الزعابيب عندما يخرج هواء معدته من مكان آخر، لا يتبرم أحد الكل اعتاد نتانته.
تراتيل مجهولة تؤلم أذنه، حار في مصدرها، أشار بيده متبرمًا، لهجوا بالدعاء له.
يصيح أحدهم بخطبة عصماء عامرة بمناقبه، أسبغ عليه هالات القداسة، غبط صبره على تذمر أهل الكفر وجحودهم، أمر بطردهم من الصحن،
همهموا بعيونهم، فألسنتهم سجينة أفواههم.
تطاول برقبته مخترقًا برأسه عنان السماء يبحث عن رب موسى… طأطأ الجميع رؤوسهم في حضرة ربهم الأعلى.
ارتعب من عصا تتحول لثعبان، كلما زاد خوفه يلهب ظهر أحد بسوطه، يلهث ويتدلى لسانه دون أن يحمل عليه أحد، وسط كهنة معبده، بصوت مرتعش متحشرج كالعواء صاح:
– هل من مظلمة؟
لاذوا بالصمت وقَسمَات الخوف تكسو وجوههم، فشَيخ الخفر وميليشياته خلفه مدججين بالسلاح.
أرسلت الشمس شعاعها، لا يطيق نورها، يأمرها بالابتعاد، فلا تطيع أمره، يزمجر كثور هائج، يهرب الجميع.
طفل صغير يكسو وجهه مزيج من الحزم والغضب، من قلب الصحن، يطوح مقلاعه، يختبئ، يرفع أعوانه نجمته السداسية ليحموه بسحرها، يتابع بعينيه الحجر متجه إلى رأسه.