*عالم أرواح شاكر العقيد*
بقلم *سميرالشحيمي*
*سر العائلة الملعونة*
الفصل الثالث
صوت المنبه يستيقظ وائل من نومه يستعد ليوم جديد إستحم ولبس ملابسه وخرج من شقته يلتقي عند باب البنايه الحارس العم مصطفى يلقي عليه التحيه ويبادله وائل التحيه ماهي إلا ثواني ويصل حسام ويركب معه وائل وينطلقى إلى المدرسه ويبدء طابور الصباح مر أسبوع على تواجد وائل في مدينة المروج الخظراء وائل سعيد جدآ بهذه المدرسة الجديدة وبطلابها ومدرسيها وفي الإستراحة والطلاب يلعبون ويتناولون الطعام وائل يمشي مع مدرس الرياضه الأستاذ فاروق وهما يتحدثان رأى ياسين جالس بمفرده يمسك بيده سندويتش وباليد الأخرى عصير فقال وائل لفاروق: دائماً أرى ياسين بمفرده لا يشارك الطلاب الآخرين
فاروق: إنهم يخشون اللعب معه لا يتقبلونه يخافون منه
وائل:لماذا؟ أراه طفل هادئ ولطيف.
فاروق : كلنا نرا ذلك لكن خلف هذه البرائه شئ غامض لا أحد يعلمه
وائل : كيف ذلك؟
فاروق: ستعرف مع مرور الوقت؛ فذهب الأستاذ فاروق ليدخل الطلاب إلى فصولهم ووقف الأستاذ وائل وحيدا ينظر إلى ياسين ويفكر بكلام فاروق
وفي نهاية اليوم الدراسي وعند خروج الطلاب والمدرسين يقف وائل مع نادين وياسين بجانبها ويقول: عندي سؤال لماذا ياسين لا يشارك الطلاب اللعب والإهتمامات الأخرى دائماً أجده وحيدا أو يجلس معك
نادين تمسك بيد ياسين : إنه فتى مميز وإستثنائي والطلاب هنا لايعرفون التعامل معه
وائل: كيف ذلك؟
نادين: إن بطبيعته هادئ ولا يحب المشاركه عندما يلعب معهم يتنمرون عليه لصغر سنه فالأفضل له ولهم أن يبقى بعيدا عنهم
وائل : الآن قد فهمت أنا آسف لكن أردت أن أعرف الأسباب
نادين : لا عادي كونك مدرس لابد أن تعرف بعض الأمور عن طلابك
وصلت السياره التي توصل نادين وياسين فقالت نادين : غدآ يوم مفتوح بالحديقة العامه ستكون هناك مسابقات وتسالي كثيره وسيحضر الجميع تقريباً سوف أكون سعيده بتواجدك معنا
وائل : هذا يشرفني يا أستاذه نادين من دواعي سروري سأكون هناك من ضمن الحضور غدآ
ركبت نادين السياره ولوحت بيدها لوائل وهيه تبتسم وهو يلوح بيده لها وينظر لها وابتعدت السياره فقاطعه حسام : أيها العاشق ماذا بك لقد رحلت
وائل: من هو العاشق أنا لالا طبعآ
حسام يضحك : عيناك تفضحانك ياصديقي أنت معجب بها
وائل: لالا لا ليس لهذه الدرجه يا حسام
حسام: لا تحاول الإنكار ولكن نصيحه مني لا تتعلق بها كثيراً
وائل: لماذا؟ هل هي مرتبطه؟
حسام : لالا لكنها من عائله ريفيه ولاتعلم عنها الكثير ثم صمت قليلاً ثم استرسل حديثه: هيا بنا ننطلق أريد أن أصل إلى منزلي لأتناول غدائي مع زوجتي
فضحك وائل وانطلقى وفي اليوم التالي لبس وائل أفضل ملابسه وتطيب بأجمل الروائح وخرج من البنايه ووجد الحارس العم مصطفى جالس على كرسي بيدخن الشيشه فنهض العم مصطفى قائلا: عمت مساءً يا أستاذ وائل
وائل : اهلا العم مصطفى أريد أن أذهب إلى الحديقة العامه ممكن توصف الطريق إليها؟
العم مصطفى : هيه بعيده من هنا سوف أوقف لك سيارة أجره؛ فذهب العم مصطفى مسرعا وماهيه إلا دقائق عاد ومعاه سيارة أجره وفتح الباب لوائل ليصعد وطلب من السائق أن يوصله إلى الحديقة العامة فنطلق السائق وهو يتجاوز الشوارع والأزقه حتى وصل إلى الحديقة العامة فنزل وائل ودخل الحديقة وكانت ممتلئه بالحضور من كبير وصغير وألعاب وموسيقى وعربات غزل البنات والفشار والجميع سعيد ويمرح أتاه صوت من الخلف (نورت الحديقه يا صديقي) ألتفت إلى الخلف إنه حسام وزوجته فرد عليه وائل: اهلا بك ياحسام أتيت أقضي بعض الوقت
حسام : خيرآ فعلت تعال أعرفك هذه زوجتي ساره؛ يا ساره هذا الأستاذ وائل مدرس اللغة العربية الذي أخبرتك عنه
ساره : اهلا بك يا أستاذ وائل شرفتنا بوجودك معنا
وائل : اهلا بك يامدام ساره الشرف لي أن أكون معكم
حسام : تفضل معنا ستكون برفقتنا
وائل : لالا أنت الآن مع زوجتك أريد أن إستكشف المكان لوحدي أن أردت شئ سأتصل بك على هاتفك المحمول
حسام : حسناً لك ذلك وكن حذرا سنلتقي فيما بعد؛ فذهب حسام وزوجته ساره وأكمل وائل جولته بالحديقة يلقي عليه طلابه التحية ويبادلهم التحية وظل يمشي حتى وقعت عينه على ياسين وهو يلعب فذهب إليه: ياسين يا بطل كيف حالك؟
ياسين : بخير يا أستاذ وائل
وائل: هل أتيت وحدك أم عندك الأستاذه نادين؟
فأشار ياسين بيده ولتفت وائل بتجاه الذي أشار إليه ياسين فوجد نادين جالسه على مقعد وتقرأ في كتاب فتوجه إليها وائل فوقف أمامها وقال : أحم أحم
نادين رفعت رأسها وابتسمت قائله: اهلا بك يا أستاذ وائل لم أنتبه بوجودك هنا
وائل : كيف ستنتبهي لي وأنتي مندمجه بقراءة هذا الكتاب ممكن أن أجلس؟
نادين : أنا آسفه تفضل بالجلوس أنا أحب القراءه كثيرآ لذلك من أمسك الكتاب بيدي وأقرأ أكون في عالم آخر
وائل : هذا واضح؛ ثم عم الصمت ونادين تراقب ياسين وهو يلعب ووائل ينظر إلى السماء ويقول : إن القمر مكتمل والجو منعش هذا المساء أحب هذه الأجواء كثيرآ
نادين : نعم بالفعل؛ فأتى ياسين يركض بتجاههما ويمسك بيد نادين ووائل وهو يقول : هيا نلعب هيا
نظر وائل إلى نادين وهو يبتسم وبادلته بإبتسامه خجوله وذهبوا مع ياسين ولعبوا جميعآ الأرجوحه وسيارات التصادم والمسدسات المائيه وأكلوا البوضه وغزل البنات والفشار ومضى الوقت الجميل سريعا وعاد كل واحد منهم إلى منزله وعند مدخل البنايه ووائل سعيد ويغني لعبد الحليم حافظ (أهواك وأتمنى لو أنساك وأنسى روحي وياك ولا تنساني) السعاده لا توصف بإحساس جميل من الحب والإعجاب وعند الدرج الأخير وجد قطه بيضاء تقف تنظر إليه وأقترب منها : إن لونك جميل جداً هل أنتي تائهه لابد وأن أصحاب المنزل يبحثون عنك وفتح باب شقته وألتفت ليكمل الحديث معها فلم يجدها بمكانها إبتسم وقال: هذه عادات القطط دائمآ تحضر فجأه وتختفي فجأه ودخل إلى شقته وأغلق الباب خلفه وذهب إلى فراشه وغط في نوم عميق
وفي اليوم التالي أتاه إتصال من حسام يعزمه على الغداء في منزله وتجهز وائل ونزل إلى باب البنايه ووجد حسام بإنتظاره ليوصله إلى منزله وأستقبلته المدام ساره واجتمعوا على طاولة الطعام فقال حسام : نورت بيتك يا وائل عليك بألف عافيه
وائل: منور بأهله والله يعافيك وتعبتي نفسك يا مدام ساره على هذه الوليمه الطيبه أتعبتي نفسك
ساره: ألف عافيه وهذا شي بسيط
وبعد الإنتهاء من الغداء جلس وائل وحسام في غرفة الضيوف وأحضرت ساره الشاي الأخضر وقالت : تفضلوا الشاي سوف أذهب لأرى الكعك بالفرن إذا جهزت؛ فذهبت إلى المطبخ
حسام : إن ساره تصنع كعك ولا أروع لذيذه جدآ
وائل : أكلها لذيذ فأكيد إن الحلويات ستكون لذيذه
حسام: لقد كنتما مندمجين ليلة أمس بالحديقة
وائل: من تقصد؟
حسام : أنت ونادين فلقد كنتما أكثر من زميلي عمل كان واضح وضوح الشمس
وائل : لالا لقد كنا نلعب مع ياسين لكي لا يشعر بالملل
حسام : كلامك صحيح ولكن لم أرى نادين أكثر سعادة وإشراقة مثل ليلة أمس
وائل: لم أفهم
حسام: إن نادين فتاة طيبة ولكن حياتها ليست عاديه مثل ما أنت تتصور أو يتصور أي شخص فهي تستحق أن تجد شخص يسعدها ولا يلعب بمشاعرها
وائل: أنا لا أنكر إنني معجب بها ولكن نيتي سليمة من باب الصداقة والزمالة بالعمل
حسام: مع الوقت سينكشف المستور؛ صوت أقدام ساره وهيه قادمه من المطبخ تحمل قالب الكعك فغير حسام الحديث قائلا: ساره ومطبخ العالم قد وصل ألذ كعك في مدينة المروج الخظراء
ضحكت ساره قائله: كفاك مجاملة يا زوجي العزيز
وائل: ليست مجامله بالفعل من منظر الكعكة والرائحة آخر لذاذه
فقطعت ساره الكعك وأكل الجميع وفي الليل رجع وائل إلى شقته ورن هاتفه النقال إنها أمه :كيف حالك يا أبني حبيبي طمني عليك أخبارك؟
وائل : اهلا يا أمي أنا بخير والحمد لله ماهيه أخبارك وكيف حال أبي وأختي وأبنائها ؟
أم وائل: كلهم في أحسن حال يا بني
وائل: وماهيه أخبار شاكر هل يأتي لزيارتكم؟
أم وائل : بخير لقد كان معنا الجمعه الماضيه على وجبت العشاء ويبعث لك تحياته خذ هذا أباك يريد أن يحدثك
أبو وائل: كيف حالك يا بني ماهي اخبارك لقد إشتقنا إليك
وائل : الحمد لله بخير يا أبي وأنت كذلك لك وحشه ياالغالي لقد أشتقت لكم جميعاً
أبو وائل: أعتني بنفسك جيداً إستودعتك الله
وائل: إن شاء الله يا أبي وأنتم كذالك إعتنوا بأنفسكم جميعآ وتحياتي للجميع مع السلامه وأغلق الخط فذهب يغير ملابسه ويستعد لنوم رن هاتفه مره أخرى رقم لا يعرفه : ألو
الصوت الآخر: ألو مساء الخير
وائل : مساء الخير من معي؟
الصوت الاخر : أنا نادين
وائل بصوت فرح: أهلا نادين اهلا بك يسرني سماع صوتك
نادين : آسفه إني أتصل عليك بهذا الوقت
وائل : لا بأس أتصلي بأي وقت تشائي فأتصالك يسعدني كثيراً
نادين : أتصلت عليك لكي أشكرك بخصوص الحديقة لقد كان يومآ جميلا ولقد سعد ياسين وأحبك كثيراً
وائل: وأنا كذلك لقد سعدت كثيراً ولكن فقط ياسين وأخته ألم تشعر بسعاده؟
نادين بخجل: وأنا أيضاً شعرت بالسعاده لذلك أحببت أن أشكرك أنا وياسين
وائل: لا بأس وأتمنى أن نكون كل جمعه نلتقي بالحديقة نلعب مع ياسين
نادين : إن شاء الله الآن سوف أغلق السماعة إلى اللقاء تصبح على خير
وائل : تصبحي على خير؛ وأغلق السماعة وكان قلبه يطير من الفرح والسعاده وأغمض عينيه يحلم بنادين وفي منزل نادين تضع أخوها بالفراش وتقول له: هل أنهيت جميع واجباتك ودروسك
ياسين : نعم انهيتها جميعا وحفظت جدول الضرب رقم ثلاث
نادين : شطور يا ياسين فجأه فتح الهواء الشباك بغرفة ياسين تحركت الستائر أغلقت نادين النافذه وقال ياسين : أنا أريد أن أنام وهذا الشباك كثير مايفتح ليلاً
نادين : لا بأس لقد أغلقتها بإحكام أغمض عينيك إقراء آية الكرسي وستنام مطمئن البال
وقرأ ياسين ونام وغطته نادين وخرجت متجهه إلى غرفتها وأبيها يجلس على كرسيه الهزاز ويدخن الشيشه وأمها تخيط بمكينة الخياطه وقال أبيها : هل نام ياسين؟
نادين : نعم يا أبي لقد نام ولكن أخبر الذين بالخارج أن لا يزعجوه غدآ مدرسة
الأم : لا تقلقي تستطيعي الذهاب لتنامي يا نادين
نادين تتجه إلى غرفتها وتستلقي على فراشها وتتناول أحد الكتب لتقرأها والقطة البيضاء مستلقيه على طرف السرير
وفي صالة بيتهم أبيها ينهض ويفتح الباب ويخرج قليلاً ثم يعود ويغلق الباب ثم يرجع إلى كرسيه الهزاز والأم تقول له: أخبرتهم؟
الأب : نعم أخبرتهم
مالذي كان يقصده حسام بأن حياة نادين ليست عاديه ومن هؤلاء الذين خرج أبو نادين ليطلب منهم الهدوء هذا ما سنعرفه بالحلقه القادمه من
*عالم أرواح شاكر العقيد*
*سر العائلة الملعونة*
يتبع….