عالم أرواح شاكر العقيد..الفصل السابع
الكاتب :سمير الشحيمى
*سر العائلة الملعونه*
وصل وائل إلى المزرعة ونزل من سيارة الأجرة ورحلت، واتجه إلى بوابة المزرعة وكان الليل قد حل فوجد نادين تنتظره بالحديقة فجلس بجانبها وقال: ماذا هناك يا نادين لقد أقلقتني كثيراً
نادين صامته تنظر إلى السماء ثم تنهدت وقالت: لقد كنت أحلم بأن تكون معي أسرة سعيده وأبناء
وائل: وأنا جئت لكي أحقق لك حلمك
نادين: لكن لا أستطيع أن أتزوجك أو أتزوج غيرك
وائل : لماذا أريد أن أعرف السبب؟!
نادين : لا أريد أن أخسرك ولكن يجب أن تعرف السر الذي أخفيه عنك؛ ثم نهضت من كرسيها وقالت له : أريدك أن تدخل معي إلى المنزل
فدخلى كان أبو نادين جالس كعادته بكرسيه الهزاز يدخن الشيشه وجعفر يجلس على الكنبه ويلعب بشاربه الطويل كثيف الشعر ،يطلب أبو نادين من وائل الجلوس فقال له: يا وائل أنا أكن لك الأحترام والتقدير
وائل : وأنا كذلك ياعمي ولكن أقلقتموني ماذا هناك؟
أبو نادين : يجب أن تعلم بأن لكل عائله سر أو تمتاز بسر ونحن من ضمن هذه العوائل لكن تميزنا خارج عن الطبيعة البشرية
وائل : قلبي يدق بسرعه وكلامك مريب بعض الشيء
أبونادين : قبل أن تأخذ أبنتي أو تتركها يجب أن تعرف هذا السر وبعدها القرار لك.
وائل : أنا متمسك بها لآخر نفس مهما يكن
أبو نادين يأخذ نفس طويل من شيشيته وينفث الدخان بالهواء ويتشكل من الدخان صورة رجل كبير بالسن انبهر وائل من هذا المنظر وقال أبو نادين : نحن عائلة لها تاريخ قديم منذ أيام جدي الأكبر *فيروز باشا* معروف عنه قوته وسلطته وكان يحكم قرية المروج الخظراء قبل أن تصبح مدينة قبل 150 سنه وتزوج فيروز من بنت فلاح بسيط كان يطالبه بمبلغ مالي ولم يستطع الفلاح سداد الدين فتزوج له أبنته مقابل إسقاط الدين عنه وكانت الفتاه تدعى *مريم* فتاة بقمة الجمال كانت محط أنظار الشباب بالقرية والكل يرغب بالزواج منها لكن كانت من نصيب فيروز باشا أخذها وكانت له زوجه، ومرت الأشهر وغيرت مريم من فيروز الكثير من أطباعه وأصبح يعامل أهل القرية بالطيب واللين وينفذ مطالبهم كان قبل أن يتزوج رجل شديد لايرحم، فكان أهل القريه عندما يحتاجون إلى شئ يذهبون لمريم وهي تقنع فيروز ونشأت بينهما قصة حب جميلة حتى أصاب مريم مرض أقعدها طريحة الفراش ،وأتى فيروز بكل الأطباء لعلاجها لكن دون جدوى الكل يقول إنها ستفارق الحياة وفي ليلة مظلمه وهو بجانب فراش مريم وهو يعتني بها جائته فكره بأن يأخذها للمشعوذ يمكن أن تطيب على يديه فأخذها إلى المشعوذ الذي كان يعيش خارج القريه ووصل إليه وطلب منه أن ينقذ حياتها ولكن المشعوذ شديد الخبث وافق أن يعالجها لكن شريطة أن يعطيه المولود الجديد الذي ببطنها استغرب فيروز باشا كيف ذلك والأطباء لم يخبروني بإنها حامل المشعوذ قال له إنه جديد التكوين منذ أسبوعين أشعر به بين أحشائها ما رأيك حياتها مقابل أن تعطيني إبنك،
فيروز ينظر إلى مريم وكانت في حاله يرثى لها وتشارف على الموت فوافق فيروز على طلب المشعوذ الخبيث فأشار المشعوذ بعصاه على مريم ويتمتم بكلمات غير مفهومه وأصبحت السماء ملبده بالغيوم السوداء وعندما أنتهى قال له تستطيع حملها إلى المنزل وغدا ستكون قد إستعادت كامل عافيتها ولكن تذكر لا تنسى الإتفاق الذي بيننا، فرحل فيروز عائدا إلى القرية وفي الصباح نهضت مريم وكأن لم يكن بها مرض أو أي شيء ومرت الأسابيع والأشهر وفيروز يعيش أجمل أيام حياته مع مريم والمولود القادم الذي ببطنها يكبر في رحمها وكان المشعوذ في كل ليلة يأتي لأطراف القرية لا يدخلها ولكن يلقي نظره على منزل فيروز ويبتسم في خبث ودهاء ثم يرحل ومع إقتراب موعد ولادتها فيروز يفكر بالشرط الذي وضعه المشعوذ مقابل تعافي مريم من مرضها، وبعدها قرر أن يتخلص من المشعوذ فأخذ معه أشجع الرجال وأقواهم وحملوا سلاحهم وخرجوا من القريه بتجاه بيت المشعوذ فأضرموا فيه النيران وخرج المشعوذ وهو به حروق بليغه وأمسكه فيروز باشا وقال له المشعوذ كنت متأكد أنك لن تفي بوعدك يرد عليه فيروز هذا لن يحدث أبداً وأترك لك أبني أيها الدجال فطعنه بسكين أخترقت صدره فأمسك المشعوذ بعباية فيروز وهو يلفض أنفاسه قائلا: لن تذوق راحة ولا يهنى لك ولد ولا زوجه ولا يكن لك نسل يعيش براحة ستهيم أرواحهم عبثا بهذه الدنيا ولن يذوقو الراحه أبدا فمات المشعوذ فأمر رجاله بأن يحفرون حفره ويقطعون رأسه ويرمونه بتلك الحفره لكي لا يجد طريق العوده لهذه الحياه وعاد فيروز إلى القريه وبعدها بإيام ولدت مريم أول طفل لهما وفرح به فيروز باشا كثيراً وأسماه عبد الجبار وكان طفل جميل وبعدها بأيام وجد أهل القرية رجل معلق مشنوق بحبل فوق بيته وصل الخبر لفيروز وتحرك إلى موقع الحادثه إنه أحد رجاله الذي كان معه في التخلص من المشعوذ ومن يومها أهل القرية يرون رجل يحمل رأسه بيده ويمر على طرقات القرية كل ليلة فأصاب فيروز باشا الجنون فكل يوم يفقد أحد رجاله الذين شاركوه بالتخلص من المشعوذ وهنا قرر فيروز الذهاب بنفسه إلى موقع دفن المشعوذ ووصل إلى بقايا بيت المشعوذ المحروق فصرخ بأعلى صوته يادجال أخرج يا كافر ،فخرج دخان من مكان دفن المشعوذ وخرجت روحه وهيه تنظر إلى فيروز وقالت: أتيت أخلفت وعدك معي فيروز بغضب أي وعد للكافر ليس له وعد وقتلك حلال روح المشعوذ أخلفت وعدك يا فيروز ينزل فيروز من فرسه وبيده معول يضرب بها مكان دفن المشعوذ ويقول ليس لك شيء أبني سيظل معي يا كافر الروح تصرخ بغضب وتقول لن تذوق راحة ولا يهنى لك ولد ولا زوجه ولا يكن لك نسل يعيش براحة ستهيم أرواحهم عبثا بهذه الدنيا ولن يذوقو الراحه ابدا وأختفت الروح فتح فيروز قبر المشعوذ وأضرم النار على عظام جثة المشعوذ المتعفنه ورجع فيروز للقرية ومن يومها رجعت مريم مريضه تتألم وماتت بسبب هذا المرض وأصبح فيروز يرى مريم في غرفته وفي فراشه تبكي روحها هائمه إصابتها لعنة المشعوذ أما إبنه عبد الجبار كبر وكان يرى أمه هو كذلك تزوره في غرفة نومه وكان يحبها حبا كثيرآ وتزوج عبد الجبار وأنجب أبناء لكن لم تكن حياته مستقره بأن زوجته ترى روح أمه بالمنزل بين فترة واخرى وكان فيروز يتحدث معها في خلوته وعندما علم بما جرى عبد الجبار ذهب إلى أعلى تل الذي يسمى تل الصنوبر كان هناك رجل ذو علم طلب منه عبد الجبار أن يزيل عنهم لعنة المشعوذ لكن قال له لا يستطيع لكن أعطاه قطة وقال له بإنها ستحفظ لك بروح الأشخاص الذين تحبهم وترجع لهم أجسادهم ولكن بدون دماء فرجع عبد الجبار والقطة برفقته وعندما دخل المنزل وجد أبيه فيروز مات فأقتربت منه القطة ووقفت مع وجهه فخرج من بين عينيها نور ساطع ثم أختفى ودفن عبد الجبار أباه بالصباح الباكر وفي الليل سمع صوت في غرفة والديه ذهب ووجد فيروز ومريم في الغرفة يجلسون ونهض فيروز ووضع يده على كتف عبد الجبار وكان يشعر عبد الجبار بيد بارده كالثلج ومن يومها أعتزله الناس لأنهم يسمعون صوت فيروز ومريم يومياً بالبيت ويرونهم مرات أخرى وأصبحت لعنة المشعوذ تصيب كل من هم من نسل فيروز ويحملون دمه ونحن عائله من نسل فيروز باشا ولنا نصيب من اللعنه التي لن تترك أي فرد من عائلتنا كان رجل أو إمرأه
وائل في حالة صمت وذهول ثم أبتسم وضحك بشكل هستيري بأعلى صوته وجعفر ينظر إليه بغضب وأبو نادين يشير إلى جعفر بالهدوء خرجت أم نادين وفضيله زوجة جعفر ونادين وجلسن بالصاله نظر وائل إلى نادين قائلا: لقد سمعت قصة ولا بالخيال تصلح بأن تكون فيلم الموسم.
نادين تدمع عينيها وتقول: الذي قاله أبي هي حقيقة أمرنا
صوت طرق على الباب قال أبو نادين : لو سمحت ياوائل أن تفتح الباب
وائل أستغرب من الطلب لكن نهض وفتح الباب فكان بالخارج رجال ونساء وأطفال دخلوا وألقوا التحيه على أبو نادين ووائل يقف بصمت وقال :من هؤلاء؟
أبو نادين : إنهم أحفاد ونسل فيروز باشا يجتمعون هنا ببيتي بمعنى أصح أنني أستضيف أموات في بيتي
وائل لم يستوعب مايقوله أبو نادين فقال: إذا هي طريقة لتبعدوني عن نادين فأنت مخطئ ياعم أنا متمسك بها
أبو نادين : هذا من حقك لكن يجب أن تعلم عن سر عائلتنا
وائل : ماهوه دليلك؟
أبو نادين يمسك بيده على فحم المشتعل وينفخ عليه ويرجعه إلى رأس الشيشه وجعفر يخلع شنبه الغليظ ويرجعه إلى مكانه وأم نادين تجرح نفسها بسكين ولا ينزل منها ولا قطرة دم ويلتئم جرحها بسرعه، وأحد الرجال الذين دخلوا جلد وجهه يتساقط ويرجع يجمعه ويرجعه إلى وجهه، والقطه البيضاء تضع ذيلها على الفحم المشتعل ولا يشتعل ذيلها ،وطفل بعمر سنه يمشي بقدمه بتجاه وائل هنا تملكه الرعب والخوف تحدثت نادين قائله:هذا يكفي كفاكم جميعآ
توقف الجميع وتوجهت الأنظار إلى نادين وتقدمت بتجاه وائل الذي تملكه الرعب وقالت له : بعد إن كشفنا لك عن سرنا هل تفكر إلى الآن بالارتباط بي وأن تتحمل فكرة وجود كل هؤلاء في حياتنا؟
وائل إنقطع صوته ولم يستطع أن ينطق بأي كلمة فقالت نادين : تستطيع الرحيل الآن
لم يصدق ما قالته له نادين وأستدار يفتح الباب وجد أمامه ياسين وأنس يقفون تسمر مكانه وأبتعد ياسين من أمامه فخرج وائل مسرعا من المزرعة وكان يرى القطه البيضاء تقف على سور المزرعه والكلب الذي رآه أول مره يقف بجانب باب المزرعه خرج وائل والرعب والخوف يسيطران عليه يمشي بتجاه المدينه وفي الظلام الدامس يسمع أصوات كثيره ويلتفت يمين ويسار ويجري بسرعه وظهر له نور سيارة قادمة أشار لها ووقف قائد السياره وأنزل النافذة كان حسام قال: وائل مالذي تفعله هنا؟
وائل يصعد بسرعه ويقول: إنطلق الآن أرجوك بسرعه إنطلق
تحرك حسام وهو يرى وائل وهو يتصبب عرقا غزيرا والخوف يملئه
وفي العاصمه والأستاذ شاكر العقيد يقود سيارته إلى شقته وأوقف سيارته ودخل البنايه يصعد الدرج يسمع صوت خلفه يلتفت يرى رجل يحمل رأس بيده يخرج من البنايه تملكه الخوف قليلاً ثم رجع ليرى ماهذا الذي خرج خارج البنايه وقف عند مدخل البنايه ولم يرى شيء وهم بالدخول سمع صوت ألتفت بتجاهه هوه نفسه يحمل رأس بيده يمشي بالشارع المظلم فتبعه شاكر ولم يجده وهم بالرجوع فظهر له شبح الفتاه التي ترتدي الأبيض وقالت له: إن وائل في خطر يجب أن تنقذه
شاكر :ماذا به وائل ماذا حدث له؟
شبح الفتاه: إحذر من القطه البيضاء لا يغرك صفاء فروها
شاكر : لكن… إختفى شبح الفتاه ورجع شاكر إلى شقته وهو يفكر بكلامها فقرر غدآ الذهاب إلى المروج الخظراء بنفسه وزيارة وائل ويعرف مالذي يحدث هناك
ياترى بعد أن كشفت نادين سر عائلتها لوائل هل سيطلب يدها وشاكر العقيد مالذي سيفعله عند قدومه إلى المروج الخظراء هذا ماسنعرفه بالحلقه القادمه من *عالم أرواح شاكر العقيد*
*سرالعائلة الملعونه*
يتبع…