أنا و الآخر
الكاتبة: ندي فنري
وجد الإنسان في هذه الحياة ليعيش مع الآخر .
شريك الحياة ، رفيق عمر له مكانته ، و الذي يبحث عن شيء ما في حياته مثل:
الطموح، المستقبل، المال، الشهرة، الأمل، الأمان، المتعة، الرقي ، التعليم، العمل…
لا ينسى الآخر .
الله حينما أراد الحياة للإنسان، أراد لهُ في نفس الوقت (آخر) مُكمل لهُ، يعيشان الحياة معًا متلازمان ، متكاملان ، متفاهمان، متعاونان، أحدهما يجد نفسهُ في الآخر ومن خلاله ، يضحيان معا بكل شيء واحدا من أجل الآخر بعيدا عن الأنانية والذاتية المنغلقة .
الآخر يكون لهُ عكازًا يستند عليه، لا يتفاخر ولا يتعالى عليه، ولا يقول لهُ، أنت أنت ، وأنا أنا!
لا يجعلهما منفردين ولا يضع حاجزًا بينهما، بلْ يقول لهُ:” أنتَ أنا، وأنا أنتَ”، ولنْا طريق واحدة هي (الآخرة)
و معا نحن إليها سائرين .
لا يوجد أحد يعيش لذاته ومع نفسه ، هنا هي الأنانية ، كون تفكيره متمركز حول نفسه ويعيش لها فقط لإرضائها، مندمجا معها دون الآخر!
لاحظوا أنه مهما أكثرنا من قول كلمة (أنا) في حياتنا، فإن الآخر يختفي رويدًا رويدًا، لأن هنا الأنانية تسيطر وتأخذ مكانتها في النفس!
وعلى مقدار أعمالنْا يكون تواجد الآخر في حياتنا، ومن خلالهِ تُقيم حياتنا ويكون لها معنى وصدى دائم .
علي عندما أحقق إنسانيتي
و ذاتي كإنسان من خلال أعمالي وأفعالي أن أرعى الله والآخر..
حينها أكون قد حققتْ ذاتي من خلال الآخر ، ومن خلال كل ما أقدمهُ لهُ، أيا كان في حياتنا. وحينها كذلك أكون قد أرضيتْ آخرتي عندما يحين موعد الرحيل .
خمس صفات يجب أن يتحلى بها شريك الحياة؛
أن يختار ألفاظه بعناية :
يجب أن يتسم شريك الحياة بالتعاطف وهى قدرته على وضع نفسه وتخيل إنه مكان الشخص الأخر وتأثير كلامه عليه قبل أن يلفظه حتى يتعاطف مع الشخص الموجه له الحديث ويختار ألفاظه بعناية قبل أن يتحدث معه ..
والإنسان الذى يتحلى بهذه الصفة يعامل شريك حياته برأفة ولطف ويراعى مشاعره.
مستعد للمرح :
شريك الحياة الذى يتمتع بحس فكاهي يساعد على تهدئة التوتر في العلاقات العاطفية، ويستطيع بذلك نزع فتيل الصراع وتحول اللحظات السيئة إلى مرحة، كما يجب أن يتمتع شريك الحياة بالقدرة على معرفة متى وأين يوجه انتقاده وكيف يتعامل مع شريك حياته عندما تسوء حالته المزاجية و يحتويه ويدعمه.
مستعد لمواصلة الحديث :
يجب أن يتمتع شريك الحياة بالقدرة على حل جميع النزاعات، ويتسم بالصبر الطويل والتواصل مع الشريك ويعلم كيف ينهى الخلافات بطريقة ذكية، كما لديه الاستعداد للجلوس لفترة طويلة مع الشريك لينصت له باهتمام ويحل المشاكل التي يعانى منها الشريك.
يستطيع حل أي مشكلة:
يجب أن يتعلم شريك الحياة كيفية التصرف في الأزمات وحل المشاكل بذكاء وحكمة ويتحلى بالقدرة على التحكم في أعصابه عند مناقشة الشريك ويختار ألفاظه بعناية حتى لا يجرح مشاعره.
يستطيع وضع قواعد أساسية :
تبدأ العلاقة بخطوبة ثم زواج ثم إنجاب أطفال وفى كل مرحلة تحدث مشكلة ناتجة عن عدم استعداد كل شريك للمرحلة الجديدة، ولهذا يجب أن يتحلى شريك الحياة بالقدرة على وضع القواعد الأساسية لكل مرحلة جديدة مقبلين عليها حتى يستعدان معاً ويتجاوزها دون وقوع أي مشكلة.
في النهاية مقارنة حياتك الحقيقية ، أو شريكك أو حبيبك أو أي شخص بشخصية في فيلم ، فأنت تجهز نفسك لخيبة الأمل.
كن أنت الشخص الأفضل للآخر .