إبحار


شاهر عبدالواسع الأثوري
أشعلت من سحر البيان حواسي
وسكبت شهداً صافياً من كأسي
هَمتِ المعاني من سحابِ هواجسي
وتجمعت درر البيان برأسي
وتصببت مثل الغمام بغيثها
فسقيتُ منها في الرياض غراسي
رغم الجراح فسوف أصدح منشداً
حتى وإن صبَّ الزمانُ مآسي
فالطيرُ يسجع باللحونِ مُغرِّداً
حتى وإن كان العذابَ يُقاسي
طرزت من أمل الحياة قصائدي
فغدت لكل الموجعين تواسي
ونظمتُ من تلك الحروف قلائداً
ونسجتُ مِن وهج البيانِ لباسي
للحبِّ تهتفُ والسلام قريحتي
وتنير ليل القهر كالنبراس
سأظلُّ دوماً كالطبيب مُداوياً
إن حلَّ دهرٌ بالنوائبِ ..قاسي
في كلِّ عصرٍ مٌبحرٌ بسفينتي
ولديَّ في كلِّ البحارِ مَراسِ
تغدو بيَ الذكرى لعهدِ مُحمدٍ
فأراهُ أفضلَ كائنٍ في الناسِ
وأراهُ كالقمر المنير إذا بدا
وأرى الصحابةَ كالجبالِ رواسِ
أسعى إلى صنعاء أحمل لهفتي
وأقيم فوق سفوحها أعراسي
وتسير بي نحو العراق مشاعري
حتى أعيش بعصرها العباسي
النفس في القدس الشريف تقول لي:
مسرى الرسول قضيتي وأساسي
وإلى دمشق يطيرُ قلبي راحلاً
في عهدها الزاهي البهي الماسي
يَرعى عُهوداً قد تولَّت وانقضت
فتقطعت برحيلها أنفاسي
قُل للمُثنى والحُسين وخالدٍ:
الذلُّ أصبح للعُروبةِ كاسي
صاروا يعيشونَ الحياة بذلَّةٍ
في محنةٍ وتخلفٍ ومآسِ
أغوتهم الدنيا بزيفِ غرورها
فغدوا مثالاً مُخزياً في النَّاسِ
فابعث إلهي من لدنكَ مُخَلِّصاً
رجلاً حكيماً في الأمور سياسي