الأدب والشعر

نزيف العصر

# بقلم سميره بن سلمه التميمي

# بقلم سميره بن سلمه التميمي

مكة المكرمة
لماذا نبدو مرهقون، أجسادنا تنزف وجعا وألاما، فرغم تطورات التقنية، وتوفر وسائل الراحة لكننا مرهقون!!امتلئت المستشفيات بأوجاعنا وعجز الأطباء عن فهم دائنا، وصارت خزانتنا تعج بالأدوية والعقاقير نسكن أوجاعا ولا نؤمن بزوالها!!
مستنزفون في أوقاتنا وأعمارنا، مستهلكون من كل شيء
حتى ماديتنا عبثت بها المظاهر وسرقت منا متعة السعادة! والشعور بلذة مانجنيه بعد تعب وجهد!!
عقارب الساعة معنا تركض في لهث مستمر!! وعمرنا صار مفقود من غايته وأهدافه. نبحث عن كل شئ ولا نجني إلا القليل… نستنزف كل شيئ ولا يبقى لأرواحنا إلا الرمق الأخير من السعادة البائسة!!
أصبحنا مزيفون لانشعر بأننا حقيقيون!! لم نعد نمثل دواخلنا التي وأدنا فطرتها الحية.. صار همنا هو التبعية المطلقة لكل بقايا حطام وسائل التواصل الاجتماعي… أصبحنا متشبعون بمظاهر المشاهير الزائفة.. نترقب إعلانا أو حدثا منهم يستنزف الباقي من رصيدنا المادي والأخلاقي!! حتى ثقافتنا صارت مجموعة من حياة المشاهير ومعرفة دقائق حياتهم، حتى نسينا من لهم حق علينا وضيعنا من نعول!! صارت لدينا معرفة بمايحب المشهور الفلاني وماذا يكره؟ وصرنا أكثر الأمم جهلا بأهلينا والقيام بحقوقهم!!
حتى صرنا عالميون مثلهم.. فكوب القهوة ليس له لذة إلا إذا رصدته كاميرا جوالاتنا!!
ومناسباتنا ليس فيها روح إن لم تصل الأفاق بضغطة زر!
صار توثيق خصوصياتنا أهم من متعتنا بهذه التفاصيل الدقيقة…. فأين أصبحنا من ذواتنا المرتعشة في ركن عميق بداخلنا يأن ويشتكي!!
كل هذا يحدث ولازلنا نشكو اننا مرهقون.. ومتعبون.. ومفلسون!! ضاقت علينا الأرض بما رحبت… نبحث عن ركن شديد نأوي إليه…عن متنفس نطلق فيه زفير هذا الغثاء الذي عبث بأرواحنا الطاهرة.. ولازلنا نضل الطريق… نتلمس بعصا قد أملنا فيه نجاتنا طريق الصواب… حتى إذا أشرقت غياهب ظلماتنا.. وتبددت سحب الغشاوة المتراكمات..عرفنا مركب النجاة من الغرق… ورأينا بملء ابصارنا قول الرسول صلى الله عليه وسلم :(إني تاركٌ فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به ؛ كتابَ اللهِ وسنتِي)
نـعـيـب زمـانـنا والـعـيب فـيـنا
ومـــا لـزمـانـنا عــيـب سوانا
ونـهـجو ذا الـزمان بـغير ذنـب
ولـو نـطق الـزمان لـنا لـهجانا
فـدنـيـانـا الـتـصـنع والـتـرائـي
ونــحــن نــخــادع مـــن يــرانـا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب
ويــأكـل بـعـضنا بـعـض عـيـانا
لـبسنا لـلخداع مسوك ضأن
فـــويـــل لـلـمـغـيـر اذا أتـــانــا
اللهم ردنا إلى الحق ردا جميلا.. واقذف في قلوبنا حلاوة الإيمان
ودمتم سالمين ✍️

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى