كسر رقبة أو فك رقبة ولك الخيار

الألتفات إلى الوراء واجترار الماضي بآلامه في كثير من الأحيان يكسر رقبة الإنسان، ويقتل طموحه، ويئد آماله، خاصة في علاقاته التي تصدعت، أو تجاربه التي فشلت، وفي سماعنا وحضورنا المحاضرات والدورات والمناقشات تتعالى نداءات أن ننظر إلى الأمام وأن لا يعيقنا الماضي عن مسيرة التقدم الراشدة والرقي الطموح.

فمن وقف تفكيره في محطة الخنوع، وترك امتطاء عربة الانطلاق، ما هو إلا شخص قد شرب من كأس الفشل حتى الثمالة، وظن أن هذا هو نهاية المطاف وغاية المنتهى، ومن أراد وضع نفسه في موضعها الصحيح، وأراد أن يحقق ما كانت نفسه تتوق إليه، فما عليه إلا أن يعود لفكره ونفسه وينظفهما من إحباطات الماضي وسلبيات الأحاسيس التي لا تُنبت إلا الوهن، ويجعل منها خبرات على بصيرة تقوده للتقدم والنجاح.

الصحابة تعلموا من غزوة أحد الشيء الكثير ولم يجلسوا يتباكوا على حالهم، أو يندبوا حظهم حين عصى بعضهم، بل اتبعوا القدوة عليه الصلاة والسلام الذي حول الأمر إلى قوة دافعة كلنا نعلم ما حدث بعدها من عز وتمكين.

وتاريخنا مليء بالشواهد، ولا يمنع الأمر من الاستشهاد بأديسون الذي خاض العديد والعديد، والتي تصل إلى المئات، من المحاولات، والتي يسميها البعض فشلا، حتى تحقق له النجاح فاخترع المصباح الكهربائي الذي أضاء به العالم.

الفاشل هو من وقف عند عثرة في طريقه وحط رحاله، أما الناجح فهو من عالج العثرة، وجعل من هذه المعالجة متعة يصل بها إلى متعة أكبر وهي تحقيق الهدف.

فكوا الرقاب ولا تكسروها…

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى