(الاخلاق صمام أمان)
✍️ شيخه الدريبي
لعل أكبر أزمة تواجهها الحضارة هي غياب الروح عنها إذ تبدو وكأنها كائن متقن الصنع لكنه جامد بلا مشاعربلا قلب وبلا أي إحساس بمن حوله وما حوله لقد تحول الإنسان وفق تلك المقاربات إلى كائن غير اجتماعي معزول صنعته التكنولوجيا والاتصالات الحديثة وما يترتب عليها من التواصل الافتراضي بدل التواصل الفردي واكتفى كل فرد بهوية مغلقة ومحمية ضمن شروط شخصية صارمة ضاربة عرض الحائط بالقيم الإنسانية كالحب والتسامح والرحمةوغياب الأخلاق واستمرار اتساع ثقافة القتل والإرهاب والتحول إلى دمار وخراب لا يمكن الحياة والعيش عليها..
فلا بد من معالجة واضحة للموضوع بشكل دقيق فجاءت الإشارات إلى دور الأخلاق في دعم فكرة التعايش والمحبة والتسامح والسلام والوجود الإنساني الاجتماعي بشكل عام ودعم غياب البعد الروحي لدى الإنسان في حياتنا الفرديه وشددت على خطورة تغيابها من الجانب الأخلاقي والديني وتأثير دورها في التقليل من انتشار الفلسفات المادية والنزعات الأنانية والتأمل العميق لواقع عالمنا المعاصر وتقدير نجاحاته ومعايشة آلامه ومآسيه ليؤمن إيماناً جازماً بأن أهم أسباب أزمة العالم اليوم تعود إلى غياب الضمير الإنساني والأخلاقي والديني ..
كما ان النزعات الفردية تؤلم الإنسان وتضع القيم المادية والدنيوية من المبادئ وتأكيد أن الحضارة وتقدمها العلمي لا بد أن يرتبطا بتحقيق مفهوم السعادة والذي يصنع عند الانسان القدرة والرغبة في التواصل وفق قيم وضوابط محددة هي التي تشكل الأخلاق العامة وهذه الأخلاق تنبع من إيمان قوي بالله ورغبة في التقرب منه ونشر الرحمة والمودة والألفة في تعامل الناس مع بعضهم البعض وهناك نقاط مهمة مرتبطة بالأخلاق في حياة الانسان بشكل عام ومع التغييرات الفكرية الحاليه نشأت الأفكار السلبيه السيئه التي تعود على الفرد والمجتمع باضرار جسيمه ..
بات الإنسان يعاني أزمة سعادة لدرجة البحث الفردي والجماعي عن فكرة السعادة وتعظيمها داخل الذات الإنسانية وهو ما يعني بالضرورة والرجوع إلى دور الأخلاق في الثقافة وتنمية الشعور والالتزام بالقيم لدى الإنسان ..