روان محمد الهتاري
اليوم نشهد أزمة إنسانية لم يسبق لها مثيل، يتعرض أبناء الشعب الفلسطيني لإبادة جماعية ممنهجة يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي، قصف للمستشفيات، ومخيمات اللاجئين، عائلات بأكملها أبيدت عن بكرة أبيها، واختفت من السجل المدني، نداء، وبكاء، وصراخ يقابله خذلان مخزٍ من العالم أجمع، تضامن الغرب مع الكيان الصهيوني الغاصب، وعجزت الدول العربية عن أقل القليل من إدخال المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة، أقصى ما يمكن للشعوب المغلوب على أمرها فعله هو الدعاء والتفاعل مع القضية الفلسطينية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هذا غير صورة الملف الشخصي وذاك يكتب منشورات تدين إسرائيل وآخر ينشر فيديوهات وثقت ما يحدث في غزة، مشهور دعم القضية على صفحته ومشهور آخر التزم الصمت أشخاص يدعمون المشهور الذي يدعم القضية وآخرون غاضبون من الذي التزم الصمت… إلخ.
غزة رغم ما تمر به من أحداث دامية للقلوب تقف شامخة صامدة تدافع عن شرف الأمة الإسلامية كلها، رجال عرفوا معاني القرآن العظيم وتمسكوا بها، ثبتوا رغم كل الخسائر، أبهروا العالم، ابتداء من رجال المقاومة الإسلامية حماس وتعاملهم الراقي مع الأسرى وانتهاء بأبناء غزة الحامدين لله تعالى، من رحم هذه المعاناة ولد النور، بسبب هذه الصلابة النفسية ذهب غربيون إلى القرآن ليعرفوا السر، وأشهر كثر منهم إسلامهم، أضحت الشعوب الغربية تدرك أبعاد القضية الفلسطينية بل وتدافع عنها بشراسة، فشل الإعلام الغربي في كل محاولاته، ولم يعد يفيد إسرائيل التباكي وادعاء أنهم مظلومون والتحجج ب(الهولوكوست) في كل المحافل الدولية. الحكومات الغربية لا تزال تقف مع الكيان الصهيوني وتغض الطرف عن كل جرائمه ولا بد أن يأتي يوم ينصر الله فيه عباده المؤمنين ويزيل هذه الدولة الظالمة إلى الأبد بإذن الله.
