مليكة طالب: مؤتمر “قضايا المرأة المعاصرة” يسعي لمعالجة المشاكل وتقريب وجهات النظر
كتب: أحمد الكومي
أعلنت الشاعرة المغربية “مليكة طالب” عن رفضها للصورة السلبية التي رسمت للمرأة العربية، وتسويق الإعلام لصور نمطية غير دقيقة مبنية على عادات وتقاليد بعيدة عن حقيقة المرأة العربية التي إقتحمت جميع الميادين وشربت من جميع العلوم واكتسبت خبرة عالية في ميادين شتى، وأصبحت مكتفية ذاتياً ومتفوقة فكرياً ودراسياً، وتبوأت مناصب عالية واستوزرت في عدة حكومات.
ذكرت الشاعرة “ملكية طالب” حول واقع المرأة العربية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، جاء في حوار مع اللجنة الإعلامية للمؤتمر الدولي “قضايا المرأة المعاصرة لدى المجددين.. التحديات وأليات المعالجة”، الذي ينظمه إتحاد الجامعات الأفروآسيوية بالتعاون مع عدة جامعات ومؤسسات بحثية، في أكتوبر المقبل.
وأشارت أن المرأة العربية تأثرت بالتطور الثقافي والتقني والصناعي، ولقد برهنت على قدرتها وكفاءتها، ونوهت أن المرأة العربية أخدت من الأصالة جذورها ومن المعاصرة مزاياها، وظلت حريصة على تقاليدها وقيمها الإسلامية.
وأوضحت أن العلاقة بين المرأة والرجل في عالمنا العربي سليمة وصحية ومتكافئة من منظور حقوقي؛ والمرأة برأيها هي اللبنة الأساسية لبناء الأسرة بجانب الرجل؛ تشارك وتضحي وتسهر الليالي من أجل راحة الأبناء، وهي معطاءة لا تنتظر المقابل، وتري أن هناك بعض الملاحظات حول مطالب تمكين المرأة المنتشرة في المجتمع العربية، وتقول “هناك اليوم من ينادي بما يعرف بالتمكين للمرأة، ولكن هذا المصطلح يظل فضفاضاً يحتاج إلى ضبط مدلول وتسييج تخومه حتى لا يصير التمكين للمرأة تهميشا للرجل، فوضعيات المجتمعات تختلف ثقافياً واجتماعياً وسياسياً”.
وقالت إن المرأة في البوادي لازالت تعاني، وقد حكمتها عادات وتقاليد قديمة، ولكي تخرج من هذه البوتقة والخندقة لابد أن نركز على تعليمها لتواكب التطور، ذاكرة:”دون تعليم المرأة لا تستطيع معرفة ما لها وما عليها من حقوق وواجبات”، وتردف “في ظل القانون التوعية بحقوقها مشروطة بتعليمها”، مؤكدة أن الدور القانوني مهم للمرأة لما له من ترسانة قانونية في المحافظة على الحقوق المكتسبة وربطها بالواقع.
وأكدت أن مؤتمر “قضايا المرأة المعاصرة” المرتقب تنظيمه في أكتوبر، بأنه سيرفع من قيمة المرأة ويتوجها بتاج القيمة وسيسكب عليها عصارة التجربة للشأن النسائي مما سيزيدها وهجا وألقا، كما يعتبر إنجاز مهم لسعيه إلى تقريب وجهات النظر ومعالجة المشاكل وخلق جذور التعارف، وتبادل الخبرات بين الأعضاء.
جدير بالذكر أن للشاعرة “مليكة” ديوانين شعريين “حديث الوجدان” و”عبق الجلنار”، وبصدد إصدار الثالث “رحلتي إلى برلين”، وقد حازت علي الوسام الملكي من الدرجة الممتازة، ووسام تقدير وشهادة تقديرية من سمو الأميرة السعودية الجوهرة “بنت فهد”، كما نالت العديد من الأوسمة والجوائز.
وخلال الحوار فقد تطرقت الشاعرة “مليكة طالب” في حوارها، للشعر والمرأة، وتقول إن المرأة تظل تحس بالجمال فهي تحب، وهي تحب الكلمة الجميلة التي تتدفق كالدرر، وتحول الكلمات إلى موسيقى تشبع بها نفسها التواقة إلى الخيال، موضحة بأن الشعر يحمل بين طياته إشارات وأهداف، وهو يهدف لمناقشة القضايا وإيجاد الحلول لها، ويساهم في تنوير الفكر وسبر أغوار الحياة، واستجلاء الخبايا، واختتمت حوارها بقصيدة المرأة العربية:
كوني
امرأة تحمل
كل سلال النور
امرأة
يهتز النخل لرؤيتها
يتساقط رطبا حين تمر
امرأة
تسبح بين نجوم الكون
تبحر
في ليل الشوق بلا ربان
امرأة
لا تغرق في النسيان
امرأة مثل العيد
كسرت كل القيود
كوني امرأة
كالظل الهامس في
ليل الاقمار السوداء
امرأة لا تعرف معنى اليأس
لا تسكن وسط العتمة.