الأدب والشعر

الرسالة

منصور عياد 

منصور عياد 

إنِّي اتخذتك يا حجارةُ

ثروةً

أبْنِي بها بيتًا

يقينى من ذئابٍ معتدين

حتى إذا هجمَ التتارُ

وساخُ صرحُ الآمنينْ

نمت الحجارةُ فى بلادى

كالموجِ

لا نحصي له عدًّا

وتفجَّرت منها ينابيعُ الأنينْ

 

 

يا طفلُ

إن سقطت علىَّ قنابلُ الدنيا

فلا تحزنْ

ففىَّ عبيرُ أوطانى

وفىَّ شموخُ أجدادك

واقبض علىَّ

وشُمني

هذا الشذا

عرقُ الجبينْ

انظر إلىَّ

ففىَّ ملامح الوطن الحزينْ

وأقرأ

وصية من أتانى بالأمانة

خطَّها فوقي

هىَ فى فؤادي

كلُّ حرفٍ شارحٌ معنى الوطنْ

هيَ في تُرابِي

شكوى

لربِّ العالمينْ

 

بالأمسِ

كان أبوك يرعانى

إنى حفظتُ أمانتَهْ

إنى وعيتُ رسالتَهْ

فأنا حجرْ

فاق البشرْ

ما عاد بين الناسِ

طعمٌ للوفاءْ

حتى الأمانة

ضيّعوها

يا رفيقى

ما يزال الخيرُ فىَّ

بلا انتهاءْ

بلِّغ رفاقى

ما حوته رسالتى

لتكون رمزًا

للعطاءْ

 

طِفلى وأطفالَ الحجارة

إن هدَّموا بيتى

إن ضيّعوا قبرى

إن يسحقوا حجرى

٠٠٠٠٠٠لا تحزنوا

هذا الحجرْ

غنَّى به

مجدى

ورسمت أحلامى

وتاريخى عليه

واليومَ

ضاقوا بالحجرْ

هذا الحجر

رمز الصمودْ

هذا الحجرْ

رمز الخلود

فليشنقُوا هذا الحجرْ

مات

الحجرْ

أمسى ترابْ

واليوم

ضاقوا بالتراب

فليحملوا

هذا الوطنْ

لو استطاعوا

حملهُ

فمتى سمعتم عن وطن

يُنفى

ترابُهْ

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى