العلم نورٌ وفضيلةٌ
قال الله تعالى في سورة الزمر {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} ومنه قوله تعالى في تقسيم أهل العلم في الأفضلية: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}سورة المجادلة الآية (11).
فطلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة دون استثناء وورد الكثير الكثير من النصوص في القرآن الكريم والسنة النبوية وكلها في الحث على طلب العلم والترغيب فيه، وتثيب طالبه بالأجر العظيم.
وقد جاء في السنة النبوية الشريفة قوله صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة) رواه الإمام مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) رواه مسلم.
وقد فضَّل نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (العالم) على (العابد)، فعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فضل العالم على العابد، كفضلي على أدناكم) ثم قال: إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير) رواه الترمذي.
ومن صفات طالب العلم، الإخلاص لله تعالى بأن يبتغي بعلمه وجه من علمه بلا رياء ولا سمعة، وصفة الصبر وتحمل المشاق، فطلب العلم جهاد ليس فيه خمول ولا كسل، بل نشاط وحماس وتطلع للأفضل وبحث ودراسة وتمحيص دون كللٍ أو ملل. كذلك لابد من طالب العلم أن يكون متواضعاً لا غرور به ولا كِبر.
وأن يتفرغ للعلم وذلك بالإقبال عليه وضرورة احترام المعلمين والعلماء وذلك بالتأدب معهم واحترامهم وعدم تجريحهم، فهم كالمصابيح التي يهتدي بهم الضال. وكلنا يعلم أن لسلفنا الصالح تضحيات كبيرة في طلب العلم لابد أن نقتدي بها ونأخذ منها العبرة والدروس. وعن قضاء الأوقات في طلب العلم، حتى الليالي الطوال: قال علي بن شقيق: (قمت مع عبد الله بن المبارك في ليلة باردة ليخرج من المسجد فذاكرني عند الباب بحديثٍ وذاكرته، فمازال يذاكرني حتى جاء المؤذن فأذن الفجر).
وقفة:
أيها المعلمون والمعلمات.. كل عام وأنتم بخير..
أنتم أهلٌ لهذه المسؤولية العظيمة والكريمة.. بوركت مساعيكم الطيبة، وبورك عطاؤكم اللامحدود، فأولادنا أمانة في أعناقكم، وبين أياديكم.. كونوا رمزاً للعطاء كما عهدناكم تجنون ثماراً يانعة في نهاية العام.. زهرات علم يانعة تنفع العباد والبلاد. اعملوا على توصيل المعلومات بطرق علمية صحيحة وحديثة وهادفة وبسيطة دون تعقيد.. وبذلك تساعدونهم على تنمية مهاراتهم وتفكيرهم لبلوغ المراد.. فمصادر التعلم وطرقه وأساليبه تعددت واختلفت وأصبحت متيسرة لكل المعلمين والمعلمات. ولا تنسوا أعزائي المعلمين أن التربية أولاً وثانياً وثالثاً وعاشراً ثم التعليم.. فاجعلوها هدفكم في الساحة، والفصل، والسيارة، والطريق.. ليتعلمها منكم أبناؤكم الطلبة فأنتم القدوة لهم في كل تصرف وحركة وكلمة.. أعانكم الله وسدد خطاكم..
وبعد: وأنتم أيها الآباء والأمهات أتمنى أن تعرفوا دوركم التربوي في التعاون مع المدرسة والانتباه لفلذات أكبادكم وحثهم على طلب العلم والدراسة والحفاظ على كل دقيقة زمنية لئلا تذهب هباءً منثوراً.. فعلى عاتقكم مسؤولية كبيرة وعظيمة..
وللأمهات الكريمات أقول: لا تتركي الأبناء للخادمات والدروس الخصوصية.. بل اهتمي بهم بنفسك يعود ذلك عليك بالخير الكبير..
وللطلبة والطالبات أقول: أبنائي.. واخوتي.. إنه عام دراسي.. يمضي من عمركم.. استغلوه بالدراسة والعمل الدؤوب لتحصدوا النجاح.. واجعلوا شعاركم.. من طلب العلا سهر الليالي..
ومن زرع حصد. ومن سار على الدرب وصل.. واصعدوا فوق جبال العلم والمعرفة وانهلوا منها الكثير الكثير.. لأن من يتهيب صعود الجبال.. يعش أبد الدهر بين الحفر..
أتمنى لكم عاماً دراسياً حافلاً بالنشاط والنجاح والتوفيق. ولا ننسى احترام المعلم وتبجيله
قم للمعلم وفِّه التبجيلا ……..كاد المعلم أن يكون رسولا
* سفيرة الإعلام العربي
*سفيرة السلام العالمي
*كاتبة وناشطة إعلامية