الأدب والشعر

(ما بعد الأربعين)

بقلمي د. حنان أبو زيد

بقلمي د. حنان أبو زيد

السفيرة الملكية للسلام
جمهورية مصر العربية
ا******************
– أيا سيدي…..
اذهب فلن أكون من الحالمين
ها هى قد ولت ومضت السنين
وعلى رصيف العمر أكتب حروفي
تارة كأس من الأفراح والحنين
وتارة كؤوس من الأتراح والأنين
ا===================
– قال: أيا قطعة الفؤاد ..
لا تمزقي القلب إلى نصفين
لا لم يمض العمر ولم تعبث
بأحلامك السنين
فلا تقولي قد..
انقضى عهد صباكِ..
وغدوتِ من اليائسين
فالشتاء له جماله ودفئه
والخريف وان سقط ورقه
سيثمر ربيع الحب مجدداً فينا
ويتحلى بالإشتياق المبين
فربيع العمر حصاد ثماره
بعد نضوج الأربعين
ا===================
– أيا سيدي…..
مذ كنت في صباي وخطوت
أولى خطوات الهوى خطوتين
كانت بذور الهوى تزرع بتلاته في
قلبي وضفائري الذهبية تعتلي
أكتافي من الشمال واليمين
فكانت براءتي تتراقص
فوق ملامحي كأنشودة
نقاء بياض الياسمين
والأن جف غصني..
وتجرد عشقي..
وذبلت عناقيد البساتين
ا===================
– حسنائي ولحني الأوحد
لا تتفوهين بأن جف غصنك
و أن عشقك قد وئد و تجرد
فشباب روحك بحبك يتجدد
وزهرة الحب و إن تتجمد
تدفأ من جديد وتتورد
لا يموت الحُسن فيمن
يتحدى اليأس ويتمرد
أنا التقيتك …
وكنتِ حلمي الدفين
عينيكِ سهم طاف وعرج
بي لسماء العابدين
نبضك الحنون انتظرت ضمه
أنتِ قدر رجوته من سنين
كي يزين رحلتي بحبكِ وأستزين
حتى أذوب بوهج عشقك
فلا تتمنعين
قد ملكتني وآسرتني..
و في قلبك الدريّ رسمت عالمي
ومعالمي حفرتها فوق غصنك
لتغوصي بأعماقي وتسبحين
وسطرت حروف اسمك فوق الجبين
كتبته بشموخ كبريائك الثمين
ا===================
– أيا سيدي …..
لا تيقظ داخلي أملاً لعين
الحب كان طيفاً من بعيد أرقبه
والحلم حملني لأمل خشيت أسكنه
وحينما دنوت منه شطرني نصفين.
ا===================
– أيا سكني وحبي الجنين..
سكناً وجدتك فاسكنيني..
لنبني عشنا الجميل
ليصبح قصراً شامخاً مثلك
والقصر من لهيب الحب
لا يهدم وبه حِصنٌ متين
الحب تارة كالبحر..
لحظات ثائر الأمواج
وتارة يستكين..!!
هو كطفلٌ صغيرٌ يبكي
وتارة من الفرح يطير
يعلو كفجر العمر يوقظ أحلامنا
يحلق ويغرّد بيننا لحن العازفين
أنا نسمة من أنفاس كل العاشقين
فلن أفتقدك… يا أملي
حين غلفك الصمت أبكيتِ الوجود
وقلبي تجمد الاحساس به
في ليل البرود..
ملل عشته دونك؟؟
فلا من عشقي تسخرين؟
ا===================
– أيا سيدي …..
ان الحب يسكننا نعم..
لكنه به الألم الحزين!
يشكو من القضبان
لكنه يحن للأنين
فما ذنبي وإن تلونت خصلاتي
برتوش وثلوج جبال السنين
وما ذنب قلبي في خريفه
قد كان كالربيع المزهرُ
أو لست امرأة مثلي تحمل في
رحم عمرها جنين سكراتها اللعين
الذي تشوه من خيبات السنين؟
عذراً سيدي ..
فلن أذوق سكرات الموت كرتين..
ا===================
– ثمرة عمري.. اخبريني
ما ذنب قلبي أميرتي
وقد نمت أوراقه على أشجار
عشقك وتحلى بالورود والرياحين
ما ذنبي وان ظل نجم حسنك
يشع ضياء ولم يأفل مع الأفلين
فمن قال أن العشق يتوارى
أو يخبو بعد سن الأربعين ….؟
هَلُمي جميلتي….
نتحدى الظلام الحزين
ونقتل الشك من جسد اليقين
و نجن جنون الحالمين
فدعينا نحصد معاً ثمارا
ناضجة من الحب والحنين
و من جمال الهوى تتذوقين
و اعلمي حسناء النساء أجمعين
أن روعة العشق بعد الأربعين
وهدوئه بالخمسين والستين
و مع كل نبضات السنين.
ا================

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى