✍️شيخه الدريبي
السعوديه -الشرقيه
يُعد التسـويف من أشد الأمراض مضيعة للوقت وأخطرها على انتفاع الإنسان بيومه وحاضره حتى تكاد تصبح كلمة (سوف) شعاراً له وطابعاً لسلوكه إنّ المماطلة واحدة من لصوص الوقت إن لم تكن أسوأها سمعة
وتعني تأجيل ما ينبغي عمله اليوم إلى الغد بمعنى (لا تفعل اليوم ما تستطيع تركه إلى الغد) وهذا يعتبر مضيعه للوقت ..
التسويف في اللغة هو المماطلة أو التأجيل على سبيل التهويل والتضخيم لتنفيذ المطلوب والتأجيل المتعمد لبعض الأعمال الهامة والواجب القيام بها حيث يصبح ذلك التأجيل عادة وإنّ القوة والاصرار في انجاز العمل ضروري فلا تؤخر عمل اليوم إلى الغد فإنّكم إن فعلتم ذلك تراكمت عليكم الأعمال فلا ترون بأيها تبدؤون وأيها تأخذون ..
المماطلة والتّسويف تُعيقان تحقيق الهدف في عدة مجالات متنوعة مثل الفشل الدراسي والفشل المهني والفشل الاجتماعي والعائلي تبين أن للتسويف دوراً كبيراً في تحقيق هذا الفشل ..
عندما تكون العوامل المثبطة والمعيقة أكبر من عملية ضبط النفس والدوافع فإن الإنسان يلجأ إلى المماطلة وتأجيل إنجاز الأمور إلى أجلٍ غير مسمى ومن الأسباب التي تؤدي إلى لجوء الأشخاص للتسويف اهمها انعدام الانضباط الذاتي عند إعطاء الشخص الأوامر ويجعله يواجه صعوبةً في اتباعها لذلك لا بد من تواجد الدوافع وتعلم العادات الإيجابية لضبط النفس ..
لذلك أن تجاهل قيمة الوقت امر صعب فقيمة الوقت تعد ثمينةً أكثر من قيمة المال لأن الوقت إذا ذهب فإنه قد ضاع إلى الأبد ولا يمكن استرجاعه لذلك فإن إدارة الوقت بشكل جيد يجعل إنجاز المهام يسير بشكلٍ أفضل ولا يؤدي ذلك إلى اللجوء إلى التسويف ..
كما ان الأهداف الواضحة والواقعية الملموسة تدفع الإنسان لتحقيقها أما إذا كانت الأهداف غير واضحة ولا تملك خطةً لكيفية تحقيقها فإن تحقيقها يبدو غير محتملًا مما يؤدي إلى التسويف ونتائج بعيدة في المستقبل ..
إن المهام المرتبطة بالمكافآت أو العقوبات وتكون بعيدة المدى تزيد من احتمالية التسويف والمماطلة فالإنسان بطبيعته يميل إلى النتائج قصيرة المدى والتي بدورها تحفزه على إكمال المهمة أما تلك بعيدة المدى فإنه يلجأ إلى المماطلة بها قد يكون التسويف نتيجة الاكتئاب فشعور الإنسان باليأس والعجز أو عدم ثقته بقدراته يصعب عليه البدء وإنجاز المهام المطلوبة منه فيجد أن الحل الأسهل هو التأجيل ..
