جريمة في بوردو …. الفصل السابع
بقلم د. فايل المطاعني
( الغيرة )
نظرت ( فاطمة ) إلى السيدة ( سارة ) التي بدأت ملامحها حزينة و ذهنها شارد، ولم تستطيع أن تلتقط الحديث الذي دار بين الكولونيل ( رينو) والسيدة ( سارة) وهذا ما لاحظه الكولونيل ( رينو) الذي ما أن خرجا من الفيلا المسماة ( حدائق سارة ) حتى فوجئت بسؤال الكولونيل: ( فاطمة ). ماذا بك ؟ لست في مزاج جيد اليوم
حاولت أن أخفي التوتر الذي ألم بي ولكن صعب على رجل يعرف خبايا النساء فما بالك بامرأة تعمل معه.
( رينو ) : هل هو مصطفي؟
هزت ( فاطمة ) رأسها إيجابا
( رينو ): بحق السماء ما الذي فعله بك جعلك تبدي و كأنك عجوز في الستين من عمرك ؟ هيا أخبريني، ما الذي حدث هل عدتم للشجار؟
وأخذت ( فاطمة ) تمسح دمعة سقطت سهوا فقال لها
كولونيل ( رينو ) : لا عليك لن ٱزج به في السجن قالها
مازحاولكن لن اتعامل معه برفق
أوقف السيارة وقال لها وبصوت خافت: ( فاطمة ) سوف أحدثك بشي.
ونظرت إليه وعيناها مليئة بالدموع
صمت( رينو ) قليلا ثم قال وهو ينظر إلى رفيقته :لا تدعي أحد يسيطر على عقلك وأشار إلى رأسه
لديك كل هذه الحواس لكي تستمتعي، بهما لا لكي يسيطر عليهم أحد..
ثقي بنفسك وتأكدي أن الرجل مهما فعل فهو مجرد كيان أن رغبتي به فأنت لك الخيار وإذا لم تقبلي به فهناك الكثير يتمنوا،أن تبتسم شفاهك لهم.
لا تحزني، وأطلقي الفرح الذي بداخلك، لا تحبسي لحظاتك….وهنا ابتسمت ( فاطمة ) قليلا،
وقالت فاطمة : قاتل الله الغيرة…هو مجنون غيرة ولا أعلم ماذا أفعل لكي أقنعه بأن عملي هو كياني .. يريد أن يعود إلى المغرب ، حاولت معه ولكنه رفض حتى أن يسمع ما أقول وبكت .
( رينو) يتحدث وبغضب : أنت فرنسية أليس كذلك
فاطمة :نعم فرنسية من أصل مغربي
ضحك ( رينو ) وقال:لم أسألك عن الجذور أنا سئلت أنت فرنسية فقط.
( فاطمة ): نعم
( رينو ) :تحبي عملك
( فاطمة ) : نعم
( رينو ) ضاحكا:هيا أيتها الفرنسية الحسناء، هناك عمل ثقيل ينتظرنا ..
فمقتل رجل بحجم مسيو ( رزويلي ) سوف يلقي بظلاله علينا جميعا وإن لم نجد القاتل في أسرع وقت,لن نسلم من الرأي العام ولا من الصحف الفرنسية المشاكسة، التى يعجبها الاصطياد في هكذا أجواء
( السفر )
مسقط
منى تهاتف أخيها وتقول بحزن: لا لم ٱفاتح والدي بعد بالموضوع، بصراحة لم أجد مبرر لإقناعه.أنت تعرف والدي،لابد من مبرر قوي لكي يقتنع وهو الحقيقة محق في رأيه لم ٱشاركهم يوم لحظاتهم الحلوة، عملي أخذ كل وقتي و شغلني عن عائلتي الصغيرة الأن ماذا أقول لهم
لا أريد أن أذهب معكم، صعبة أقول ذلك لأبي…
أبي بالذات يريدني أن أكون معه، يريد أن أكون معه في لحظاته ،على العموم ارحلا أنتم واستمتع بالرحلة وقالت وهي تبتسم : لا تنسي أن تسلم لى على بوردو وقالت :
(وإني أهيمُ شوقاً إن مَر بخاطري
ذاك المكان الذي في بُعدهِ ألم
أتراه يذكرني ولوّ سهواً فَيبتسمُ
وهل تراهُ يحِنُ لي وَلو شوقاً من عدم)
أبتسم العميد حمد وهو يضع يده على كتف أخته قائلا :طيب أنا سوف أكلم الوالدة و بإذن الله سوف تقنع عمي بالموافقة.
ضحك العميد حمد وقال:أول ما تتعلمه من جهاز الشرطة هو عدم اليأس. ٱطرق كل الأبواب المغلقة، فلابد أن يفتح لك أحد الابواب.
( الباب يفتح )
رجل الأعمال (علي ابن سليمان) ينظر في الملف الخاص بمشروعه الجديد,واتصل بالمهندس سالم الذي أكد له أن بضاعة ( الحديد ) لم تصل إلى ميناء صحار ★ بعد مما سيؤثر على عملية التسليم والأفضل أن تكون متواجد، هذه الفترة هنا في مسقط حتى تصل البضاعة ، والمتابعة مهمة جدا منكم شخصيا لكي يسير العمل على مايرام
هنا هز رجل الأعمال علي رأسه موافقا المهندس سالم رأيه وقال:ولكني وعدت الاولاد برحلة إلى اسطنبول هذا الأسبوع
فضحك المهندس سالم وقال: تأجيل الرحلة إلى أسبوع أخر
وأن شاء الله من تصل البضاعة ؛ تغادر بالسلامة إلى تركيا كما وعدت العائلة الكريمة.
و بلا وعي منه يهز رأسه الوالد علي بن سليمان : طيب تأجل الرحلة إلى الشهر القادم وقال بغضب : الأسبوع القادم لا أدري هل ستصل البضاعة ام هناك تأخير أخر. ميناء صحار :أحد الموانئ الرئيسية في مدينة صحار